وفي صباح اليوم الثاني خرجت العرب إلى الخارج وانتظروا الأمير وفي ظهم أنه يقصد المدينة في ذاك اليوم ويقيم في ديوان كسرى كاليوم الأول فلم يخرج بل بقي إلى أن جاءه النعمان فخرج إليه إلى صيوانه وبعد أن سلم عليه جلس بالقرب منه واجتمع أمراء العرب هناك فقال النعمان ألا تحب أن تنزل هذا اليوم المدينة وتجتمع بالملك كسرى فإنه ينتظر قدومك قال إني لا أريد في هذا اليوم أن أقيم عنده بل أقيم بين قومي كي لا يقال عنا عند الأعجام إننا ثقال الأعمال وليعرف كسرى أن أنفسنا تأنف التمسك به كثيرا إلا إذا هو طلبئا وسعى في أن نكون عنده أي وقت أراد وبين| هم جالسون وقد أخذ بيهم الكلام علي كسري وبلاده وأحواله .وحبته للأمير حمزة ومعاملته إياه معاملة الملوك مع أنه لم يكن: قبلا يكرم عربيا ويعتبر أن العرب قوم همج لا يصلحون للمجالسة ولا يوافقون للاستعناس .أما الآن فقد أصبح عبا لهم إكراما له ولا بد أنه في كل يوم يفتقده ويدعوه إلى الانضمام مع رجال ديوانه فقال عمر وكان واقفا بالقرب من أخحيه حمزة سل ان كسرى له أولاد وهل أن أولاده مثله أرقاء وأصحاب لطف وكمال وآداب . قال نعم ان الملك كسرى له ثلاثة أولاد ذكور اسم الكبير منهم هومزتاج والثان فروح والثالث خرسف وأما من جهة صفاتهم فهم مختلفو الأطوال وحتى الآن لم يظهر من أعمالهم شيء قط . قال إننا نريد أن نعرف أحوال كسرى وأحوال بلاده وعائلته وهل عنده غير هؤلاء الثلاثة أولاد ذكور قال إني أعرف أن له عدة بنات لكن لا أعرف أساءهن جميعهن وما أعرفه ما هو شائع عن بنته الصغيرة واسمها مهردكار ومعناه بالعربي شمس الدنيا وقد اشتهرت ببلاد العرب والعجم بأنها لا يوجد واحدة أجمل منها في أيامها لكني لم أرها وقد طلبها ملوك وعمال وأبناء وزداء ولم تقبل أحدا منهم قط وأبوها يحبهاجدا ويعلم أنها وحيدة في عصرها حمالا وأطوارا فلكي يجعلها كاملة في كل خصاها وضع لا الأساتذة والمعلمين حتى تعلمت كل العلوم التي يمكن لأحسن الرجال وأذكاهم أن يتعلمها ويدرسها . قال وهل هي كبيرة بالعمر لأن لا بد أن لن تكون فوق العشرين حيث اكتسبت هذه الشهرة والوقت التي تعلمت به لا بد أن يكون طويلا فعرف النعمان أن عمر يقصد معنى بهذا السؤال وترجح عنده أن حمزة يريد أن أخاه يسأل مثل هذا السؤال لأن دلائل الحب كانت لا تخفى عليه وقد مال بكل سمعه وآذانه على الانتباه فلحظ الواقع وقال لعمر لا تبلغ الرابعة عشرة وقد تعلمت لا بطويل الوقت ولو كان غيرها لصرف عشرين سنة لكنها بمدة حمس سئوات تعلمتث عدة لغات وعلوم نافعة عربية وفارسية . ٠ وكان الأمير حمزة صاغيا إلى هذا الكلام وقد ثبت عنده كل الثبوت أنها موافقة له ل اشتهر عنها من الجمال وحسن المتصال وأن كثيرا من الأمراء والوزراء رغبوا فيها فلم يحصلوا عليها وأخذ الحب ينمو في فؤاده ويزيد دقيقة فدقيقة وهو لا يتصور الا جمالما ا
Halaman tidak diketahui