كان فيها وكان صباح اليوم الثاني أمر أن تدفن جثث الموق وتوارى التراب وتغسل المدينة من الدماء التي لطخت بها من جراء غدر ملكها ثم إنه بعد ذلك دعا اليه أعيان المدينة وامراءها فوقفوا بين يديه أذلاء فقال لهم أنتم تعلمون أن جل غايتي كانت أن أقبض الأموال التي أتيت لاجلها بطلب الملك كسرى ومن ثم أعود راجعا من حيث أتيت وقد وعدني ملككم بدفع كل ما هو مطلوب وطيب خاطري قاصدا بذلك غشي وهلاكي وهلاك قومي غير أن الله سبحانه وتعالى محافظ على حياتي لا يريد ببلاكي فأرسل لي ملاكة بصفة إحدى بناتكم وأطلعني على دسيسة وأخرجني من الحمام حالا مع قومي وكان لي الحق إذ ذاك أن أقتله وانتقم لنفسي منه فقتلته وبعد ذلك وجدت أنه قد بعث بعسكره إلى مفاجأة رجالي وقد داروا بهم وأجذوا في أن يفنوهم ويبلكوهم فخلصتهم وم أبق على ظالم قط وعليه فقد أحضرتكم الآن لأخبركم اني ما كنت ظالا عليكم ولا كنت اقصد شرا لأحد من مدينثكم وما فعلته كان من قبيل الأخخذ بالثار فاصغوا إلي وأخلصوا الطاعة فابقى ملككم لكم وأرحل عنكم بعد أن أقر رحال البلاد وأقيم عليها ملكا تختارونه أنتم إمامن سلالة ملككم المقتول وإما رجلا آخر منكم يكون فيه اللياقة وتتفقون عليه جميعكم فقالوا له إننا نحن عبيد لكم طائعون وليس لنا دخل قط بعمل الملك ولا عرفنا ماذا يقصد فلأجل هذا نريد منك الآن أن تعفو عنا وتقبلنا وتدبر أمرنا بحسب اختيارك وإرادتك فطيب قلوبهم ووعدهم بكل جميل وخير وجعل يصلح شأن المدينة ويغير في حكامها وأعضاء محاكمها وقد أحبه الكبير والصغير وعرفوا أنه رجل عادل قد أعطى من الله معرفة وبسالة لم تعط قبل لغيره من أبناء الحبلة البشرية فسبحان من يختار من عباده من ينفذ غايته فهو الحكيم القدير .
. قال لنرجع في حديثنا إلى مريم بنت الملك قيصر فانها بعد أن أخبرت الأمير حمزة وهو في الحمام .بعمل أبيها | تقدم معنا رجعت إلى قصرها وهي كائمة عملها وقد رسخ في ذهنها رسم جماله وقامته وهيئته وأخذ بمجامع قلبها وعلقت أملا كبيرا به وقالت في نفسها لابد له من أن ينظر إل نظر الحبب ويتسخذني إليه زوجة وأبقى عنده حيث قد وعدني أنه لا ينساني وأنه ينظر إلي ولا ريب أنه يفتكرني ويتذكرني في كل دقيقة لأني كنت السبب في حياته ونجاته من الموت ولولاي لكان هلك وفيا هي جالسة في بيتها وصل إليها الخبر بأن الأمير حمزة قد قتل أباها وأقام القتل في المدينة فتمكنت منها مفاعيل الحزن فبكت وناحت وندبت أباها
وعرفت أنها كانت السبب في موته وصرفت كل ذاك اليوم بالبكاء وقد حضر عندها النساء
وعزينها بأبيها ومنغبن من ظنت أنها هي التي أعلمت الأمير حمزة فخلص من الموت وقتل
أباها . وكانت تارة تلوم نفسها على ما فعلت وطورا تمدح ذاتها من عملها حيث انها خلصت
الأمير من الموت وبسبب هذا الخلاص بنت لها برجا متيئا في مستقبل حياتها إذ كانت قد
ترجح عندها أنه يكافئها على ذلك بما تريده منه وهي زواجه وكان يثبت عندها ذلك 78
Halaman tidak diketahui