ولما نتابعت الاخبار بموت موسى بن بغاكف عن البناء وتصدق بمال كثير لما وهبه الله جل اسمه له من صيانته عما نقبح فيه عنه الاحدوثة ، وما رأى الناس شيئا كان أعجب من ذلك الجد العظيم في البلناء ، ومباكرة الصناع في السحر ، حين يخرجون من منازهم في كل يوم ، حتى انقطع ذلك فلم ير أحد من الصناع آحدا يطلبه ، فكان كانه نار صب عليه ماء فخمد من وقته (1) ، ووهب للصناع كل ما كان سلفا عليهم .
وقبض أحمد بن طولون من وقته على أحمد المدائني صاحب موسى ابن بغا ، وكان بمصر يتقلد ضياع صاحبه بها انتي أقطعه السلطان إياها وكان رجلا ترفا غذي نعمة ، وكان مبدنا (2)، فمشى راجلا إليه كما مشى شقير صاحب البريد ، وكان يوم شديد الحر ، وكان أحمد ان طولون يحقد عليه خلافا كان له كبيرا فيما كان يحاوله ، ولانه كان صاحب موسى بن بغا ، وكان لثقته بصاحيه وعظم منزلته ، يبسط لسانه في أحمد بن طولون باشياء تبلغه عنه ، فيغيظه عليه ويحقده له فلما أحضرأحضر له السياط والعقابين فاستجاب إلى ماطالبه به من المال وبادر بكتب خطه به خوفا من مكروه يلحقه ، إلا أنه لحقه من العتعة والمشي ماكان أغلظ عليه من الضرب أو مثله ، فلما آخذخطه
Halaman tidak diketahui