فغير مأمون على طرف من الأطراف، وكان في ابن مدبر دهاء عظيم وروياء كبير ، فخافه (1) وكره مقامه معه في البلد ، فاجتمع مع شقير صاحب البريد ، على أن يكتب فيه إلى أمير المؤمنين بما يقدران فلما كان بعد أيام كتب أحمد بن طولون إلى ابن مدبر : "قدكنت أعزك الله، أهديت لناهدية وقع الاستغناء عنهاء فلم نجز تغنم(2) مالك كثيره الله ، فرددناها توفيرا عليك ، وأحب أن تجعل العوض منها الغلمان الذين رأيتهم بين يديك ، فأنا إليهم أحوج منك ." فقال ابن مدبر : هذه اخرى آعظم مما نقدم قد ظهرتمن هذا الرجل كيف آمنه إذا كان يردالا عراض والاموال،ويستهدي الرجال ويستمأتر عليهم ، ولم يجد ابن مدبر بدا من أن يبعتهم إليه ، فتحولت هيبته إليه ، ونقصت هيبته هو بمفارقتهم مجلسه ، وزال جماهم له بين يديه فير كوبه ،وكتب بخبره إلى الحضرة .ونى الخبر إلى أحمد بنطولون فاسره في نفسه ولم يبده ، فاقام أحمد بن طولون أيام المعتز ، فلمامات وجلس المهتدي بالله ، كان في نفسه على باكباك ما بعثه على قتله إياه ورد جميع ما كان لهوفي يده إلى يارجوخ التركي . وكان بين يارجوخ وبين أحمد بن طولون أجمل مما كان بينه وبين صاحبه باكباك لما قدمنا ذكره من تزويجه ابنته من زوجته التي كان المتوكل أزوجه
Halaman tidak diketahui