ما رأى قطة مثله ، وشرب منه قدحا واحدا ، ووضع رأسه فنام فلما فرغت منشغلي وحضر إخواني ، اصلحت المائدة ونقدمت إليه لانبهه فوجدته ميتاء فوردعلي، ايد الله الامير ، من الامر ما خشيت معه أن أجن ، وحرت وحار القوم ، وبقينا لا ندري ما نعمل ، ولم اجد بدا من حمله إلى منزله ، فحملناه إليهم وعرفناهم خبره فقال أحمد بن طولون لأولياء الميت : تشكون في مودته كانت لميتكم * فقالوا : لا والله ، أيد الله الامير ، لقد كان به عليه من الاوشفاق والمحبة مثل ما نحن له عليه وأفضل، وما نتهمه في أمره بوجه ولا سبب فقال له أحمد بن طولون : مافعل النبيذ * فقال: هو بحاله ، أيدالله الامير ، شغلتنا هذه المصيبة عنه وعن كل حال . فقال له : أحضرني منه شيئا ، فوجه معه من آتاه منه بقنينة ، فنظر أحمد بن طولون إلى لونه وقال حسن . فاستحضر كبد خروف فا تي به في غضارة صيني فملا من النبيذ قدحا وصبه على الكبد ، وغطاها قليلا وكشف عنها فأصابهاقد تقطعت وتهرأت، ثم استدعي كبدا أخري فأتي بها فاخذ من النبيذ قدحا ، فجعل نصفه نبيذا ولصفه ماء، وصبه عليها وغطاها أيضا ، وتركها قليلا، ثم كشف عنها فوجدها تبرق مصقولة حسنة ، فقال للرجل: هكذا كان ينبغي أن شرب هذا النبيذ منصفا
Halaman tidak diketahui