90

Sirat Abi Tayr

سيرة أبي طير

Genre-genre

Fikah Syiah

أيها الناس إنه مهما التبس عليكم أمره فإنه يلتبس عليكم حال من دعاكم، ولا سابقة من ناداكم، أنا الذي عرفتموه صغيرا وكبيرا، وخبره فضلاؤكم سرا وجهرا، فما عثرتم منه على وصمة، ولا حطيتم منه، نزله ربي في حجور الصالحين، وانتقل إلى كفالة المتقين والأخذ عن العلماء المهتدين ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لايشكرون، وإن كنت غير مدع للعصمة: {وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي} {وما توفيقي إلا بالله} ولاحول عن المعصية ولاقوة عن الطاعة إلا به سبحانه وتعالى، والشكر في هذه المنة له عز وجل {ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني حميد} .

عباد الله إني لا أعرف لكم عذرا في التخلف عن إجابة ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى منابذة أعداء الله، وتغيير المنكرات، والإحياء لما درس من السنن الطاهرات، وقد قال تعالى: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانو لايتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلو(1)ن} وقال جدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من سمع واعيتنا أهل البيت فلم يجبها كبه الله على منخريه في نار جهنم)).

ألا وإني لا آلو جهدا في صلاح أموركم من العدل في الرعية، والقسم بالسوية وإنصاف المظلوم من الظالم، وقمع المعتدي عن اقتراف المآثم، وإقامة الحدود على من وجبت عليه، والعفو عن المسيئ مع جواز ذلك، ومن تأخر عما دونه وتنكب على المنهاج الذي سلكت فإني أجاثيه الخصام يوم القيامة {لاينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدا(2)ر} يوم الآزفة والطامة، يوم الحشر والندامة يوم تبلى السرائر، ويجازى بالخفي من أفعال العباد والظاهر.

Halaman 91