Sirat Abi Tayr
سيرة أبي طير
Genre-genre
(قصة وثبة الحشيشي على الإمام عليه السلام) قال الراوي: ثم إن الإمام أشار إلى الفقيه نظام الدين أن يدنو منه ليحسن في خروج الرجلين بلطف وأدب لما رأى حديثه غير منتظم ويزلجا عنه ويخبرهم أنه ما حدثه بطائل فدنا الفقيه نظام الدين من الإمام فشاوره الإمام في أذنه اليسرى وعينه مع الرجل وهو باسط يديه على فخذيه ثم إن الفقيه أراد أن يرد الجواب على الإمام فشاوره مقابلا لأذنه اليمنى فعند ذلك ستر ما بين الحشيشي وبين الإمام لحظة فحصلت له الفرصة فجذب سكينا خوصية عظيمة قريبا من عظم ذراع بمقبضها قد كان أعدها في باطن فخذه ثم قام في أسرع ما يكون وانحط على الإمام بعد أن رفع يديه وتطاول على قدميه خيفة أن يكون الإمام دافنا لدرع أو نحوه فأحس به الإمام عليه السلام فوثب قائما وعدلت منه الأرض فوقعت رجله فيها أو في ناحية الفراش فسقط على جنبه الأيمن فوقعت الطعنة في موضع المحجمة من كتفه الأيسر فمرت نحو من ثمان أصابع إلى نحو عظم صلبه بعد أن أخذت نيفا وخمسين طاقا في العمامة وطاقات في فوطة جديدة عليه وثلاث طبارات المنسوجة والدراعة وما تحتها ودنا عدو الله منه ليطعنه الثانية على خاصرته فوثب عليه الفقيه العلامة نظام الدين القاسم بن أحمد الشاكري فقبض على السكين بيديه ووقعت الواعية وصرخ الصارخ وكانت ساعتهم لم ير الناس مثلها ولم يشك أحد أن الإمام قد قتل وقام الأمير وطعنته ترش من خلفه فأحس بالحرايم أنها قد خرجت على الناس فشغله ذلك عما معه فخرج فردهن وقد كان ابن لبابة دخل على الحرايم فقيل: إنه أراد أن يقتل ولد الإمام الصغير المسمى الناصر محمد بن أحمد، وقيل: إنه أراد أن يستجير. والله أعلم.
Halaman 363