304

Sirat Abi Tayr

سيرة أبي طير

Genre-genre

Fikah Syiah

فلما كان بعض الأيام وقع الزحف ولزم كل مركز واشتد القتال وكانت الخيل في المطراق عند مسجد الهادي عليه السلام بحال الخيل ولم يشعروا حتى راعهم صوت الصارخ من تلقاء موضع يسمى بلجا شامي مدينة صعدة، فدخل أسد الدين ومن معه من العساكر من هنالك وعند ذلك أغلق الحدادون دربهم ونصبوا راية أخذوها شعارا لعسكر الحمزيين والغز كيلا يغلط أحد بهم، ولما كان الأمر كذلك انكشف الناس من مراكزهم وذكر كل أهله وحريمه فوقعت في المدينة كشفة وروعة لم يسمع بمثلها ولم يرد أحد من أهل المدينة ومن كان معهم من جهة الإمام ينتظر ولم يجد فئة يتحيز إليها فتحيز الأشراف الأمراء الحمزيون إلى مسجد الهادي عليه السلام إلا حسن بن وهاس، ودخل بعض أهل صعدة مسجد الهادي ظنا منهم أن ترعى حرمة الهادي عليه السلام.

قال السيد شرف الدين رضي الله عنه: فبلغني أن بعض الغز قتل رجلا من المسلمين وهو ملاصق لقبر الهادي عليه السلام وأسر كثير من المجاهدين والأمراء من مسجد الهادي عليه السلام، وأصيب الحسن بن وهاس بطعنة في فخذه من عبد لعمه جعفر بن أبي هاشم مع الأمراء الحمزيين فيما بلغني، وعاث العسكر في المدينة فهتكت الحرايم وفعلت العظايم، واستشهد القاضي المجاهد نجم الدين يحيى بن عطية بن أبي النجم أصيب بسهم في رأسه أو عنقه ثم أجهز عليه رجل من المتهتكين من خدم الأمراء الحمزيين فذبحه ذبحا، وقتل القاضي الطاهر زيدان بن مقبل بن زيدان وفي يده راية الأمير شمس الدين ذمة وثب عليه رجل من آل الشمري فقتله، وقتل [103أ-أ] الشيخ يحيى بن محمد بن خالد وقد كان كبير السن.

Halaman 318