وألقى مقاليد الخلافة ربها
وليت أمور الله في كل أرضه
علوت عليا غير طائل
بنيت لها عليا طال منارها
وماضر نور الشمس إذ كان ظاهرا
فقف ماجدا إن شئت أو فاسم صاعدا
أراد لك الله الذي أنت أهلها
وأعطاك ملك الأرض حكما وطاعة
وولاك واسترعاك أمة أحمد
فأفنيتها أموالها ونفوسها
وأوليتها برا ولطفا ورحمة
وأنصفت جما الناس من ذات قرنها
فأمست نياما لا تروع بيوتها
فلو يستطيع المسلمون جميعهم
جمعت لهم ما شذ من دين أحمد
فأمسيت فيهم لا تنام وكلهم
سلكت بهم طرق الأمان وربما
فإن يزرعوا ما قد زرعت فحسبهم
ملكت ديارا كان صلحا خرابها
ونازلتها من فوقها فعلوتها
ودانت لك الأملاك طوعا وذلة
وأجريت أحكام المهيمن فيهم
أرادوك للدنيا وقصدك غيرها
فإن يسجدوا طوعا وكرها فهكذا
وعد ألف عيد ما بقيت فإنما
?
?
إذا أنت هنيت الذي هو دونها
وإن كان هذا الناس لا يقصدونها
من الشعر ألفاظا تساوت فنونها
سواك فقد أعطتك منها يمينها
إليك وقد أحلاك منها جبينها
وجاوزت أفعالا غدوا يحمدونها
عليها ولا مستعمدا أن تهينها
وإن أصبحوا في الناس لا يشكرونها
إذا كان عمي الناس لا يبصرونها
فقد صرت في علياء لا يبلغونها
وأبقى لك الدار التي لا يلونها
وأولاك كافات الأمور ونونها
على ثقة لما رآك أمينها
وأبقيت فيها غثها وسمينها
وأوردتها في الشاربين معينها
وكسرت من ذات القرون قرونها
وأضحت جميعا لا يشيب فطينها
لفدوك بالأعمار لو يملكونها
وأحييت فيهم سنة يعرفونها
نيام وطرق المكر لا يحذرونها
سلكت بهم بيضا لا يسلكونها
وإن يزرعوا الأخرى فهم يحصدونها
وأوطيت منها سهلها وحزونها
وأعطتك أوساط الحصون مصونها
وأعنك دنياها جميعا ودينها
على غصص في الصدر يستكرهونها
وهل تسكن الآساد إلا عرينها
سجودهم لله لا ينكرونها
تهنا بك الأعياد والعيد دونها
Halaman 258