(قصة نهوضه عليه السلام بعد نهوض أسد الدين وما كان من سنحان) لم يلبث أمير المؤمنين بعد ذلك إلا ريثما وصل إليه ابن عمه الأمير المقدم الزعيم علم الدين أحمد بن القاسم لما علم أن الإمام في ساعة متعسرة ومحاط متقابلة ونفقات كثيرة وانقطاع من الناس وكان إليه أمر أهل الجهات المغربية من الشرفين إلى حجة والمخلافة ولاعة وجبل تيس وغيرها وحشد عسكرا كثيفا وسار بين أظهرهم وكان وصوله يوم الجمعة سابع جمادى الأخرى سنة تسع وأربعين وستمائة سنة ولقيه أمير المؤمنين إلى الهضب غربي جبل حدين في عسكر وصلى أمير المؤمنين الجمعة هنالك واجتمع ذلك اليوم من العساكر ما لايصدق به إلا من رآه، فلما وصل الناس المحطة أقبلت القبائل قبيلة قبيلة بالبر والنذر إلى أمير المؤمنين بمال وافر حتى اجتمع مال كثير، ووصل الأمير المذكور إلى أمير المؤمنين بمال وافر واشتدت قلوب المسلمين وسقط ما في يد أعداء الله تعالى وأقام أمير المؤمنين إلى بكرة ثاني ذلك اليوم وهو يوم السبت الثامن من جمادى الأخرى المذكورة أمر بالنهوض إلى حافد فلما استقرت المحطة لم يلبث عليه السلام أن أمر بسرية لقوم من آل عابس من حلفاء جعدان وقدم منهم ابن عمه الأمير علم الدين أحمد بن القاسم بن جعفر وهو ذو بأس وشدة وكانت الخيل التي في السرية قريبا من خمسين فارسا والرجل قريب من ألف مقاتل وهذه الخيل من الشرف وأجواد العرب.
قال السيد الأمير شرف الدين رضي الله عنه: وكنت في هذه السرية فخرج الأمير مقدم الذكر عند منتصف الليل فيمن معه فوافوا القوم بعد طلوع الفجر في موضع يسمى ثوالب فقصدوهم المجاهدون وقد كان تقدم إليهم نذير فطاروا إلى قمم الجبال وبقى منهم جماعة فأحاط الأمير والمجاهدون بهم في دروبهم فقتل منهم جماعة دون العشرة فاحتزت رؤوسهم وغنم المجاهدون منهم غنيمة كبيرة [72ب-أ] من الخيل والغنم والبقر والثياب والآلة وغير ذلك.
Halaman 233