ترى لجموح الأصغر الخد أصغرا وقال القاضي الأجل نظام الدين أحمد بن سليمان قاضي أمير المؤمنين بصنعاء يهني بفتح صنعاء وتحول أسد الدين عن حاله وهروبه منها:
أرأيت كيف ترنح الأغصان
أم هل نظرت جآذرا ألحاظها
لا تعذلن أخا الصبابة في الهوى
يا حبذا وادي الغوير فإنه
لم أغش أفنية الملوك زهادة
حتى بلغت إلى زمان خليفة
القاسمي وحبذا من منصب
نص النبي عليه نصا ظاهرا
هي آية من معجز المهدي لا
لولا النبوة بالنبي محمد
يكفي أمير المؤمنين بأنه
لا يستقيم لمسلم إسلامه
وملاحم شهدت بها البيض الظبا
بلغت ثلاثمائين من سطواتها
انظر إلى أسد يحاول ثعلبا
لم يحمه سهل ولا وعر ولم
مطرت عليه سحائب بنوائب
هدمت الحق شيد بنائه
نصر من الله استتب وبعده
صنعاء مشرقة بأيمن مقدم
لبست مطارف بهجة تطريزها
زحفت رسيس الرجس من قوم بها
والأرض للمهدي حتم ملكها
واستبشرت ببقاء مملكة علت
لا تسمع الطارات في غرفاتها
فالملك مبتهج وآل محمد
وكأنني ببراش ملك أميره
هنيتها من أوبة ميمونة
لا زلت للإسلام بدر خلافة
... تحت الشموس تقلها الكثبان
من سحرها رؤيت لها أجفان
تغرا بعذل العاذل الولهان
لملاحة البيض الدمى ميدان
والربح من دنياهم خسران
أجلاوأشراف من نمت عدنان[70ب-أ]
هو للمكارم والعلى عنوان
من فضله في كفه برهان
يسطاع في إعجازها جحدان
ختمت لنص بأحمد القرآن
خير الأنام اختاره الرحمن
إلا بطاعته ولا كتمان
والصافنات الجرد والمران
خضع الملوك وذلت الأقران
من بأسه تاهت به الغيضان
يسلم له قصر ولا إيوان
من أحمد فطفا به الطوفان
فتشابه الصحراء والعمران
فتح تدين لقهره البلدان
للحق في أثنائه سلطان
من كل مجد فخره أفنان
كانوا كأنهم بها ما كانوا
فله ملائكة السماء أعوان
شرفا بها وعلت لها أركان
أبدا وإلا العيدان والألحان
والعلم والإسلام والفرقان
كف الأنام يقوده الإذعان
يدنو لأدنا مجدها كيوان
Halaman 228