القسم الثاني: وقدم على الخيل وهي اللوابس الأمير الكبير عز الدين محمد بن أحمد بن الإمام المنصور بالله عليه السلام فقصد الأمير أسد الدين بمن معه من الخيل فوقع الطراد بين الخيلين واشتد الجلاد وقد كان أمير المؤمنين أمر السلطان الأجل المخلص ناصر الحق عضد الخلافة حسام الدين الوشاح بن عمران ليطلع على المحطة التي على ضبوة في خيل وافرة فعاد من قصده وقد تلازم القتال فلما رآهم عسكر الإمام ظنوا أنهم مادة للغز فاضطربوا قليلا حتى عرفوا أنهم أصحابهم فتموا حينئذ على الغز وحقت الهزيمة وحفت الخيل فحملت على رجالتهم فقتل منهم قريبا من ثلاثين قتيلا أكثرهم من الباطنية الملاحدة وأبلى في ذلك اليوم الأمير المقدم المقدام أسد الدين[67ب-أ] بن محمد بن سليمان ، والأمير الكبير فخر الدين صنو أمير المؤمنين إبراهيم بن يحيى ولم يقصر من حضر من المجاهدين، وبلغ العلم إلى أسد الدين فأغارت خيله فوصلت وقد قضي الأمر وفاز المجاهدون بالظفر فعادوا خاسرين، فلما كان يوم الجمعة خرج أمير المؤمنين بمن معه وعزم على التقدم ليفك على المحطة على أهل ضبوة، فلما بلغ بعض الطريق بلغه العلم أن أسد الدين قد استولى على أهل ضبوة فساءه ذلك واغتم المسلمون لذلك غما عظيما.
Halaman 216