ويا ليت أن ابن الرسول وملكه .... هباء ولم يلبس ثياب الهزائم وأقام السلطان بعد ذلك أياما في ذلة ورعب وسقط في يديه وخالفت عليه القبائل ووقع الخلاف في اليمن وبلاد مذحج والهان والمغارب، واضطربت أموره فأزمع على النهوض قافلا إلى صنعاء، وأراد أن يجعل ذلك على وجه فيه بعض هيبة، فنهض إلى حوشان ما بين كوكبان وثلاء.
قصة محطة حوشان وما كان فيهما من الحروب
قال الرواي : فلما استقر في المحطة قامت الحرب بينه وبين الإمام عليه السلام فوقع بينهم وقعات عظيمة قيل: إنها تسع عشرة وقعة، واجتمع من القبائل إلى الإمام ما لا يصدق به إلا من شاهده، وانفتحت له عليه السلام أبواب البركات، أخبرنى عن نفسه أنه أنفق إلى أيام في شهر رمضان المعظم نيفا وثلثمائة ألف درهم، وفي كل وقعة من هذه الوقعات يكون الظفر للإمام عليه السلام، منها وقعة الأدروع غنم فيها المسلمون خمس عشرة فرسا، فاستشهد من المسلمين عدة منهم الأمير الكبير محمد بن القاسم بن الحسين الحمزي، ومنهم الشريف الحسيب العفيف بن يحيى بن القاسم من بني عم الإمام المهدي وغيرهما من المسلمين رحمهم الله تعالى ورضي الله عنهم.
ومما قيل من الأشعار في ذلك قول الشريف الحسيب الأمير الكبير القاسم بن جعفر القاسمي التي أولها:
طاول بهمتك المريخ بل زحلا .... واسلك إلى كل طود في العلا سبلا
وأصعد بفضلك فوق الشمس مبتدلا .... من الجلال وأثواب البها حللا
وساير الشهب في أعلى مسالكها .... ما لم تغب وحالف كلما أفلا
وامضي العزائم أمثال الصوارم .... سيد المكارم واشفعها علا فعلا
وشد على كل مجد كان أسسه .... آباؤك الشم مجدا منك منتحلا
واجعل ضبا الهند والسمر الذوابل وال .... جرد الصواهل في نصر الهدى حولا
فالآن لم يزل التوفيق متسقا .... والنصر واليمن في ناديك متصلا
ولم يزل لك في الأعداء ملحمة .... تهدى إليك رؤوس القوم والنعلا ملأت منهم عيونا بالخميس وقد .... ملأت منهم قلوب قبلها وجلا
Halaman 134