Siraj Munir
السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير
Genre-genre
• (اللهم أني أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة) بضم الميم أي الوطن أي أعوذ بك من شره فإنه الشر الدائم والضر اللازم فإن جار البادية يتحول فمدته قصيرة فلا يعظم الضرر في تحملها ولعله دعا بذلك لما بالغ جيرانه # ومنهم عمه أبو لهب وزوجته وابنه في إذائه فقد كانوا يطرحون الفرث والدم على بابه (ك) عن أبي هريرة قال الحاكم صحيح وأقروه
• (اللهم اجعلني من الذين إذا أحسنوا استبشروا) قال المناوي أي إذا أتوا بعمل حسن قرنوه بالإخلاص فيترتب عليه الجزاء فيستحقون الجنة فيستبشرون بها (وإذا أساؤا) أي فعلوا سيئة (استغفروا) أي طلبوا من الله مغفرة ما فرط منهم وهذا تعليم للأمة وإرشاد إلى لزوم الاستغفار ل كونه ممحاة للذنوب (ه حب) عن عائشة
• (اللهم اغفر لي وارحمني والحقني بالرفيق الأعلى) قال المناوي أي نهاية مقام الروح وهو الحضرة الواحدية فالمسؤل إلحاقه بالمحل الذي ليس بينه وبينه أحد في الاختصاص فأتقنه ولا تعرج على ما قيل اه وقال العلقمي قال شيخنا في الرفيق الأعلى الملائكة أو من في آية مع الذين أنعم الله عليهم أو المكان الذي تحصل فيه مرافقتهم وهو الجنة أو السماء أقوال اه قلت قال الحافظ بن حجر الثالث هو المعتمد وعليه اقتصرا كثر الشرح اه ثم قال شيخنا وقيل المراد به الله جل جلاله لأنه من أسمائه قال وقد وجدت في بعض كتب الواقدي أن أول كلمة تكلم بها النبي صلى الله عليه وسلم وهو مسترضع عند حليمة الله أكبر وآخر كلمة تكلم بها في الرفيق الأعلى وروى الحاكم من حديث أنس أن آخر ما تكلم به جلال ربي الرفيع (ق ت) عن عائشة
• (اللهم من ولى من أمرأ متى شيئا) أي من الولايات كخلافة وسلطنة وقضاء وإمارة ووصاية ونظارة (فشق عليهم) أي حملهم على ما يشق عليهم (فأشفق عليه) أي أوقعه في المشقة جزاء وفاقا (ومن ولى من أمرأ متى شيأ فرفق بهم) أي عاملهم باللين والشفقة (فارفق به) أي أفعل به ما فيه الرفق له مجازاة له بمثل فعله وقد استحبب فلا يرى ذو ولاية جار إلا وعاقبه أمره البوار والخسار قال العلقمي قال النووي هذا من أبلغ الزواجر عن المشقة على الناس وأعظم الحث على الرفق بهم وقد تظاهرت الأحاديث بهذا المعنى (م) عن عائشة
• (اللهم إني أعوذ بك) قال العلقمي قال الطيبي التعوذ الالتجا إلى الغير والتعلق به وقال عياض استعاذته صلى الله عليه وسلم من هذه الأمور التي عصم منها إنما هو ليلتزم خوف الله تعالى وأعظامه والافتقار إليه ولتقتدي به الأمة وليبين لهم صفة الدعاء والمهم منه وأعوذ لفظه لفظ الخبر ومعناه الدعاء قالوا وفي ذلك تحقيق الطلب كما قيل في غفر الله بلفظ الماضي والباء للإلصاق وهو إلصاق معنوي لأنه لا يلتصق شيء بالله تعالى ولا بصفاته لكنه إلتصاق تخصيص لأنه خص الرب بالاستعاذة (من شر ما عملت) أي من شر ما اكتسبه مما يقتضي عقوبة في الدنيا أو نقصا في الآخرة (ومن شر ما لم أعمل) قال المناوي بأن تحفظني منه في المستقبل أو أراد من عمل غيره بدليل واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة (م د ن ه) عن عائشة
Halaman 292