Siraj Munir
السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير
Genre-genre
• (أفضل # الذكر لا إله إلا الله) لأنها كلمة التوحيد والتوحيد لا يماثله شيء ولأن لها تأثيرا في تطهير الباطن فيفيد نفي الآلهة بقوله لا إله ويثبت الوحدانية لله تعالى بقوله إلا الله ويعود الذكر من ظاهر لسانه إلى باطن قلبه فيتمكن فيه ويستولي على جوارحه ويجد حلاوة هذا من ذاق ولأن الإيمان لا يصح إلا بها أي مع محمد رسول الله وليس هذا فيما سواها من الأذكار (وأفضل الدعاء الحمد لله) إطلاق الدعاء على الحمد من باب المجاز ولعله جعل أفضل الدعاء من حيث أنه سؤال لطيف يدق مسلكه ومن ذلك قول أمية بن أبي الصلت حين خرج إلى بعض الملوك يطلب نائلة
إذا أثنى عليك المرء يوما ... كفاك من تعرضه الثناء
وقيل إنما جعل الحمد أفضل لأن الدعاء عبارة عن ذكر وأن يطلب منه حاجته والحمد لله يشملها فإن من حمد الله إنما يحمده على نعمه والحمد على النعمة طلب مزيد قال تعالى لئن شكرتم لأزيدنكم ويستفاد من هذا الحديث أن لا إله إلا الله أفضل من الحمد لله لأن الحمد لله ذكر (ت ن ه حب ك) عن جابر قال المناوي قال الترمذي حسن غريب والحاكم صحيح
• (أفضل الرباط الصلاة) الرباط في الأصل الإقامة على جهاد العدو ثم شبه به العمل الصالح ولفظ رواية الطيالسي الصلاة بعد الصلاة (ولزوم مجالس الذكر) أي ذكر الله ونحوه كالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ومجالس العلم (وما من عبد) أي إنسان (يصلي) فرضا أو نفلا (ثم يقعد في مصلاه) أي المحل الذي يصلي فيه (إلا لم تزل الملائكة تصلي عليه حتى يحدث) أي يستغفر له إلى أن ينتقض طهره بأي ناقض كان ويحتمل أن المراد أو يحدث حدث سوء كغيبة ونميمة (أو يقوم) أي من مصلاه (الطيالسي) أبو داود (عن أبي هريرة) وإسناده ضعيف
• (أفضل الرقاب) أي المعتقة (أغلاها ثمنا) بغين معجمة وروى بمهملة ومعناهما متقارب قال العلقمي قال النووي محله والله أعلم فيمن أراد أن يعتق رقبة واحدة ما لو كان مع شخص ألف درهم مثلا فأراد أن يشتري بها رقبة يعتقها فوجد رقبة نفيسة ورقبتين مفضولتين فالرقبتان أفضل قال وهذا بخلاف الأضحية فإن الواحدة السمينة فيها أفضل لأن المطلوب هنا فك الرقبة وهناك طيب اللحم اه والذي يظهر أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص فرب شخص واحد إذا أعتق انتفع بالعتق وانتفع الناس به أضعاف ما يحصل من النفع بعتق أكثر عددا منه ورب محتاج إلى كثرة اللحم لتفرقته على المحاويج الذين ينتفعون به أكثر مما ينتفع هو بطيب اللحم فالضابط أنه مهما كان أكثر نفعا كان أفضل سواء قل أو كثر (وأنفسها) بفتح الفاء أحبها وأكرمها (عند أهلها) أي فاغتباطهم بها أشد فإن عتق مثل ذلك لا يقع غالبا إلا خالصا قال تعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون (حم ق ن ه) عن أبي ذر الغفاري (حم طب) عن أبي إمامة الباهلي
Halaman 256