314

Siraj Munir

السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير

Genre-genre

• (إنما أجلكم فيما خلا من الأمم كما بين صلاة العصر إلى مغارب) بلفظ الجمع وكأنه باعتبار الأزمنة المتعددة باعتبار الطوائف وفي رواية إلى مغرب (الشمس) يعني أن نسبة مدة هذه الأمة إلى مدة من تقدم من الأمم مثل ما بين صلاة العصر وغروب الشمس إلى بقية النهار فكأنه قال إنما بقاءكم بالنسبة إلى ما سلف إلخ ففي بمعنى إلى وحذف المضاف وهو نسبة (وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى) فيه حذف تقديره مثلكم مع نبيكم ومثل أهل الكتابين مع أنبيائهم (كمثل رجل) بزيادة الكاف أو مثل (استأجر أجراء) بالمد جمع أجير فالمثل مضروب للأمة مع ندبهم والممثل به الأجراء مع من استأجرهم (فقال من يعمل لي من غدوة إلى نصف النهار # على قيراط قيراط) المراد بالقيراط النصيب وهو في الأصل نصف دانق والدانق سدس درهم وكرره دلالة على أن الأجر لكل واحد منهم قيراط لا لمجموع الطائفة (فعملت اليهود) فأعطوا قيراطا قيراطا والمراد من مات منهم قبل النسخ وهو مؤمن بنبيه (ثم قال من يعمل من نصف النهار إلى صلاة العصر) أي أول وقت دخولها أو أول الشروع فيها (على قيراط قيراط فعملت النصارى فأعطوا قيراطا قيراطا (ثم قال من يعمل من العصر إلى أن تغيب الشمس على قيراطين قيراطين فأنتم) أيها الأمة المحمدية (هم) أي فلكم قيراطان قيراطان والمراد تشبي من تقدم بأول النهار إلى الظهر وإلى العصر في كثرة الأعمال والتكاليف الشاقة كالأصر والمؤاخذة بالخطأ والنسيان وغير ذلك وتشبيه هذه الأمة بما بين العصر والليل في قلة ذلك وتخفيفه وليس المراد طول الزمان وقصره إذ مدة هذ الأمة أطول من مدة أهل الإنجيل باتفاق إذا كثر ما قيل في تلك ستمائة سنة قال العلقمي وأيضا فلا عبرة بطول مدة أهل الملة في حق كل فرد فرد إذ كل أحد يعطى على قدر عمله عمره سواء طالت مدة أهل ملته أم قصرت (فغضبت اليهود والنصارى) أي الكفار منهم (وقالوا ما لنا أكثر عملا وأقل عطاء) بنصب أكثر وأقل على الحال كقوله تعالى فما لهم عن التذكرة معرضين يعني قال أهل الكتاب ربنا أعطيت أمة محمد ثوابا كثيرا مع قلة أعمالهم وأعطيتنا قليلا مع كثرة أعمالنا (قال) أي الله تعالى (هل ظلمتكم) أي نقصتكم (من حقكم) المشروط لكم (شيئا قالوا لا) أي لم تظلمنا أطلق عليه لفظ الحق وإلا فالكل من فضل الله تعالى قال (قال) الله عز وجل (فذلك فضلى أوتيه من أشاء) قال العلقمي فيه حجة لأهل السنة على أن الثواب من الله على سبيل الإحسان (مالك (حم خ ت) عن ابن عمر بن الخطاب

• (إنما أنا بشر وإني اشترطت على ربي عز وجل) أي سألته (أي عبد من المسلمين شتمته أو سببته أن يكون) أي سألته أن يصير ذلك (له زكاة) أي نماء وزيادة في الخير (وأجرا فأعطاني ما سألته قال الشيخ وذكر المؤلف في اللآلي حديث ابن عمر عند الخطيب سألت الله عز وجل أن لا يستجيب دعاء حبيب على حبيبه (حم م) عن جابر

Halaman 159