Siraj Munir
السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير
Genre-genre
• (أن للصائم عند فطره دعوة ما ترد) قال العلقمي قال شيخنا قال الحكيم الترمذي في نوادر الأصول أمة محمد صلى الله عليه وسلم قد خصت من بين الأمم في شأن الدعاء فقيل ادعوني استجب لكم وإنما كان ذلك للأنبياء فأعطيت هذه الأمة ما أعطيته الأنبياء فلما دخل التخليط في أمورهم من أجل الشهوات التي استولت على قلوبهم حجبت قلوبهم والصوم يمنع النفس عن الشهوات فإذا ترك شهوته من قلبه صفا قلبه وصارت دعوته بقلب فارغ قد زالت عنه ظلمة الشهوات وتولته الأنوار فاستجيب له فإن كان ما سأل # في المقدور له عجل وإن لم يكن مدخورا له في الآخرة (ه ك) عن ابن عمرو هو ابن العاص قال الشيخ حديث صحيح
• (أن للطاعم) أي من لم يصم نفلا (الشاكر) أي لله على ما أطعمه (من الأجر) أي الثواب الأخروي (مثل ما للصائم الصابر) أي مثل الآخر الذي يجعل على الصوم مع الصبر (ك) عن أبي هريرة قال الشيخ حديث صحيح
• (أن للقبر ضغطة لو كان أحد ناجيا منها نجا سعد بن معاذ) قال العلقمي وفي الحديث عند النسائي والبيهقي عن عبد الله بن عمر عن رسو الله صلى الله عليه وسلم قال هذا الذي تحرك له العرش وفتحت له أبواب السماء وشهده سبعون ألفا من الملائكة لقد ضم ضمة ثم فرج عنه يعني سعد بن معاذ قال الحسن تحرك له العرش فرحا بروحه وسئل صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال كان يقصر في بعض الطهور من البول وفي رواية كان لا يستبرئ من البول وفي رواية لو نجا أحد من ضغطة القبر لنجا سعد ولقد ضم ضمة اختلفت منها أضلاعه من أثر البول وفي رواية أنه ضم في القبر ضمة حتى صار مثل الشعرة فدعوت الله أن يرقه عنه وذلك بأنه كان لا يستبرئ من البول قال شيخنا قال أبو القاسم السعدي في كتاب الروح له لا ينجو من ضغطة القبر لا صالح ولا طالح غير أن الفرق بني الكافر والمسلم فيها دوام الضغط للكافر وحصول هذه الحالة للمؤمن في أول نزوله إلى قبره ثم يعود إلى الإفساح له فيه قال والمراد بضغطة القبر التقاء جنبيه على جسد الميت قال الحكيم الترمذي سبب هذه الضغطة أنه ما من أحد إلا وقد ألم بخطيئة ما وإن كان صالحا فجعلت هذه جزاء لها ثم تدركه الرحمة ولذلك ضغط سعد بن معاذ في التقصير من البول قال وأما الأنبياء فلا نعلم إن لهم في القبور ضمة ولا سؤالا لعصمتهم وقال النسفي في بحر الكلام المؤمن المطيع لا يكون له عذاب القبر ويكون له ضغطة لقبر فيجد هول ذلك وخوفه لما أنع تنعم بنعمة الله ولم يشكر النعمة وأخرج ابن أبي الدنيا عن محمد التميمي قال كان يقال أن ضمة القبر إنما أصلها أنا أمهم ومنها خلقوا فغابوا عنها طويلا فلما رد إليها أولادها ضمتهم ضمة الوالدة التي غاب عنها ولدها ثم قدم عليها فمن كان لله مطيعا ضمته برأفة ورفق وإن كان عاصيا ضمته بعنف سخطا منها عليه لربها (حم) عن عائشة قال الشيخ حديث صحيح
• (أن للقرشي) أي الواحد من سلالة قريش (مثل قوة الرجلين من غير قريش) أي قوة في الرأي وعلو الهمة وشدة الحزم قال الشيخ فإن قلت قد كلفنا بعدم الفرار من الاثنين فيما استقر من الآية في القتال وسورة الأنفال بآخرها فيلزم أن كل قرشي لا يفر من أربعة قلت لم يعرجوا عليه وعموم كلامهم يأباه وإن الكلام بإثبات القوة المثبتة للمزية باستحقاق ثلاثة ومن شهد له مثل الشارع كيف يجوز التقدم عليه (حم حب) عن جبير بالتصغير وهو حديث صحيح
Halaman 123