274

Siraj Munir

السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير

Genre-genre

• (أن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة) أي استحق دخولها (هو الله) علم للذات الواجب الوجود وهو جامع لجميع معاني الأسماء الآتية وو مبتدا والله خبره والجملة مستأنفة لبيان كمية تلك الأعداد أنها ما هي في قوله إن لله تسعة وتسعين اسما وذكر الضمير باعتبار الخبر (الذي لا إله إلا هو) نعت لله (الرحمن الرحيم) نعتان وخبر بعد خبر وهما اسمان بنيا للمبالغة من الرحمة وهي في اللغة رقة القلب وانعطاف يقتضي التفضل والإحسان على من رق له وأسماء الله تعالى وصفاته إنما تؤخذ باعتبار الغايات التي هي أفعال دون المبادئ التي تكون انفعالات فرحمة الله للعباد إما إرادة الإنعام عليهم # ودفع الضرر عنهم فتكون الأسماء من صفات الذات أو نفس الإنعام والدفع فيعودان إلى صفات الأفعال والرحمن أبلغ من الرحيم لزيادة بنائه (الملك) أي ذو الملك والمراد به القدرة على الإيجاد والاختراع أو المتصرف في جميع الأشياء يعز من يشاء ويذل من يشاء ولا يذل وقال بعض المحققين الملك هو الغني مطلقا في ذاته وصفاته عن كل ما سواه ويحتاج إليه كل ما سواه (القدوس) هو المنزه عن سمات النقص وموجبات الحدوث المنزه عن أن يدركه حس أو يتصوره خيال أو يسبق إليه وهم أو يحيط به عقل وهو من أسماء التنزيه (السلام) مصدر نعت به أي ذو السلامة من النقائص في الذات والصفات أو منه وبه السلامة أو المعطى لها مبدأ ومعادا أو المسلم عباده من المهالك أو المسلم على خلقه في الجنة كآية سلام قولا من رب رحيم فتكون صفة كلامية (المؤمن) أي المصدق رسله بقوله الصدق فيكون مرجعه إلى الكلام أو بخلق المعجزات وإظهارها عليهم فيكون من أسماء الأفعال وقيل معناه الذي أمن البرية بخلق أسباب الأمان وسد أبواب المخاوف وإفادة آلات يدفع بها المضار فيكون أيضا من أسماء الأفعال وقيل معناه أنه يؤمن عباده الأبرار يوم العرض من الفزع الأكبر إما بقول مثل لا تخافوا لا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون أو بخلق الأمن والطمأنينة فيرجع إلى الكلام أو الخلق (المهيمن) أي الرقيب المبالغ في المراقبة والحفظ أو الشاهد على كل نفس بما كسبت وقيل القائم على خلقه بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم (العزيز) أي الغالب من قولهم عز إذا غلب وقيل القوي الشديد من قولهم عز إذا قوي واشتد وقيل عديم المثل فيكون من أسماء التنزيه وقيل هو من يتعذر الإحاطة بوصفه ويعسر الوصول إليه (الجبار) هو المصلح لأمور العباد المتكفل بمصالحهم وهو إذا من أسماء الأفعال وقيل معناه حامل العباد على ما يشاء لا انفكاك لهم عما شاء من الأخلاق والأعمال والأرزاق والآجال فمرجعه أيضا إلى الفعل وقيل معناه المتعالي عن أن يناله كيد الكايدين ويؤثر فيه قصد القاصدين فيكون مرجعه إلى التقديس والتنزيه (المتكبر) هو الذي يرى غيره حقيرا بالإضافة إلى ذاته نظر المالك إلى عبده وهو على الإطلاق لا يتصور إلا لله تعالى فإنه المنفرد بالعظمة والكبرياء بالنسبة إلأى كل شيء من كل وجه ولذلك لا يطلق على غيره إلأا في معرض الذم (الخالق) أي المقدر المبدع موجد الأشياء من غير أصل كقوله تعالى خلق الإنسان من نطفة وقوله خلق الجان من مارج من نار (البارئ) أي الخالق الذي خلق الخلق بريئا من التفاوت والتنافر المخلين بالنظام الكامل (المصور) أي مبدع الصور المخترعات ويزينها فإن الله سبحانه وتعالى خالق كل شيء بمعنى أنه مقدره وموجده من أصل وغير أصل وبارئه بحسب ما اقتضته حكمته وسبقت به كلمته من غير تفاوت واختلال ومصوره بصورة يترتب عليها خواصه ويتم بها كماله (الغفار) هو في الأصل بمعنى الستار من الغفر بمعنى ستر # الشيء بما يصونه ومنه المغفرة ومعناه أنه يستر القبائح والذنوب بإسبال الستر عليها في الدنيا وترك المؤاخذة بالعفو عنها في العقبى ويصون العبد من أوزارها وهو من أسماء الأفعال وقد جاء التوقيف في التنزيل بالغفار والغفور والغافر والفرق بينها أن الغافر يدل على اتصافه بالمغفرة مطلقا والغفار أبلغ لما فيه من زيادة البناء وقال بعض الصالحين أنه غافر لأنه يزيل معصيتك من ديوانك وغفور لأنه ينسى الملائكة أفعالك وغفار لأنه ينسيك ذنبك حتى كأنك لم تفعله (القهار) هو الذي لا موجود إلا وهو مقهور تحت قدرته مسخر لقضائه عاجز في قبضته ومرجعه إلى القدرة فيكون من صفات المعنى وقيل هو الذي أذل الجبابرة وقصم ظهورهم بالإهلاك ونحوه فهو إذا من سماء الأفعال (الواهب) كثير النعم دائم العطاء وهو من أسماء الأفعال (الرزاق) أي خالق الأرزاق والأشياء التي يتمتع بها (الفتاح) أي الحاكم بين الخلائق أو الذي يفتح خزائن الرحمة على أصناف البرية قال تعالى ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وقيل معناه مبدع الفتح والنصر وقيل هو الذي فتح على النفوس باب توفيقه وعلى الأسرار باب تحقيقه (العليم) بناء مبالغة من العلم أي العالم بجميع المخلوقات وهو من صفات الذات (القابض) أي الذي يضيق الرزق على من أراد وقيل هو الذي يقبض الأرواح من الأشباح وقيل هو الذي يقبض القلوب (الباسط) أي الذي يبسط الرزق لمن يشاء وقيل هو الذي ينشر الأرواح في الأجساد عند الحياة وقيل هو الذي يبسط القلوب للهدى والقابض والباسط من صفات الأفعال وإنما يحسن إطلاقهما معا ليدلا على كمال القدرة والحكمة (الخافض) أي الذي يخفض الكفار بالخزي والصغار أو الذي يخفض أعداءه بالإبعاد أو الذي يخفض أهل الشقاء بالطبع والإضلال (الرافع) أي الذي يرفع المؤمنين بالنصر والإعزاز أو الذي يرفع أولياءه بالتقريب والإسعاد أو الذي يرفع ذوي الإسعاد بالتوفيق والإرشاد والخافض والرافع من صفات الأفعال (المعز) أي الذي يجعل من شاء ذا كمال يصير بسببه مرغوبا فيه قليل المثال (المذل) أي الذي يجعل من شاء إذا نقيصة بسببها يرغب عنه ويسقط من درجة الاعتبار (السميع) أي المدرك لكل مسموع حال حدوثه (البصير) أي المدرك لكل مبصر حال وجوده (الحكم) بفتح الكاف أي الحاكم الذي لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه (العدل) بسكون الدال المهملة أي البالغ في العدل وهو الذي لا يفعل إلا ماله فعله وهو مصدر نعت به للمبالغة فهو من صفات الأفعال (اللطيف) أي المحسن الموصل للمنافع برفق وقيل هو خالق اللطف يلطف بعباده من حيث لا يعلمون وقيل هو العليم بخفيات الأمور ودقائقها وما لطف منها (الخبير) أي العالم بواطن الأشياء من الخبرة وهو العلم بالخفايا الباطنة وقيل هو المتمكن من الأخبار عما علمه (الحليم) الذي لا يستفزه غضب ولا يحمله غيظ على استعجال العقوبة والمسارعة إلى الانتقام (العظيم) أي البالغ في أقصى مراتب العظمة وهو الذي لا يتصوره # عقل ولا يحيط بكنهه بصيرة (الغفور) أي كثير المغفرة (الشكور) أي الذي يعطى عباده الثواب الجزيل على العمل القليل والمثنى على عباده المطيعين أو المجازى عباده على شكره (العلي) أي البالغ في علو المرتبة إلى حيث لا رتبة إلا وهي منحطة عنه (الكبير) أي العالي الرتبة إما باعتبار أنه أكمل الموجودات وأشرفها من حيث أنه أزلي غني على الإطلاق وما سواه حادث بالذات نازل في حضيض الحاجة والافتقار وأما باعتبار أنه كبير عن مشاهدة الحواس وإدراك العقول وعلى الوجهين فهو من أسماء التنزيه (الحفيظ) أي لجميع الموجودات من الزوال والاختلال مدة ما شاء ويصون المتضادات بعضها عن بعض ويحفظ على العباد أعمالهم ويحصي عليهم أقوالهم وأفعالهم (المقيت) أي خالق الأقوات البدنية والروحانية وموصلها إلى الأشباح والأرواح وقيل هو المقتدر (الحسيب) أي الكافي بخلق ما يكفي العباد أو المحاسب المكلف بفعله (الجليل) أي المنعوت بنعوت الجلال وهي من الصفات التنزيهية كالقدوس والمغني قال الإمام الرازي الفرق بينه وبين الكبير والعظيم أن الكبير اسم الكامل في الذات والجليل اسم الكامل في الصفات والعظيم اسم الكامل فيهما (الكريم) أي المتفضل الذي يعطي من غير مسألة ولا وسيلة وقيل المجاوز الذي لا يستقصي في العقاب وقيل المقدس عن النقائص والعيوب (الرقيب) أي الحفيظ الذي يراقب الأشياء ويلاحظها فلا يعذب عنه مثقال ذرة (المجيب) أي الذي يجيب دعوة الداعي إذا دعاه ويسعف السائل إذا ما التمسه واستدعاه (الواسع) قال العلقمي فسر بالعالم المحيط علمه بجميع المعلومات كلياتها وجزئياتها موجودها ومعدومها وبالجواد الذي عمت نعمته وشملت رحمته كل بر وفاجر ومؤمن وكافر وبالغنى التام الغنى المتمكن مما يشاء وعن بعض العارفين الواسع الذي لا نهاية لبرهانه ولا غاية لسلطانه ولا حد لإحسانه (الحكيم) أي ذو الحكمة المحكم الأشياء على ما هي عليه والإتيان بالأفعال على ما ينبغي فالحكمة بمعنى الإحكام (الودود) أي الذي يحب الخير لجميع الخلائق أو يحسن إليهم أو المحب لأوليائه (المجيب) أي الجميل الأفعال والكثير الأفضال أو من لا يشارك فيماله من أوصاف المدح (الباعث) أي الذي يبعث من في القبور للنشور أو باعث الرسل أو الأرزاق أو باعث الهمم إلى الترقي في ساحات التوحيد وهو من صفات الأفعال (الشهيد) أي العليم بظواهر الأشياء وما يمكن مشاهدته كما أن الخبير هو العليم بباطن الأشياء وما لا يمكن الإحساس به وقيل الشهيد مبالغة في المشاهد والمعنى أنه تعالى يشهد على الخلق يوم القيامة (الحق) أي الثابت وهو من صفات الذات وقيل معناه المحق أي المظهر للحق أو الموجد للشيء حسب ما تقتضيه الحكمة فيكون من صفات الأفعال (الوكيل) أي القائم بأمور العباد وبتحصيل ما يحتاجون إليه وقيل الموكول إليه تدبير البرية (القوي) أي الذي لا يلحقه ضعف ذاتا وصفاتا وأفعالا (المتين) أي # الذي له تمام القوة بحيث لا يقبل الضعف ولا يمانع في أمره (الولي) أي المحب الناصر وقيل متولي أمر الخلائق (الحميد) أي المحمود المستحق للثناء فإنه الموصوف بكل كمال والمولى لكل نوال (المحصي) أي العالم الذي يحصى المعلومات ويحيط بها كإحاطة العاد لما يعده وقيل القادر الذي لا يشذ عنه شيء من المقدورات (المبدئ) أي المظهر للشيء منا لعدم إلى الوجود وهو بمعنى الخالق المنشئ (المعيد) الإعادة خلق الشيء بعدما عدم (المحيي) أي الخالق الحياة في الجسم (المميت) أي خالق الموت الذي هو إزالة الحياة عن الجسم ومسلطه على من يشاء (الحي) أي ذو الحياة وهي صفة حقيقية قائمة بذاته لأجلها صح لذاته أن يعلم ويقدر (القيوم) أي القائم بنفسه والمقيم لغيره على الدوام وقيل هو الباقي الدائم المدبر للمخلوقات بأسرها وقال بعضهم هو القائم على كل نفس بما كسبت المجازى لها (الواجد) أي الذي يجد كل ما يريد ولا يفوته شيء وقيل هو الغني وقيل هو بمعنى الموجد أي الذي عنده علم كل شيء (الماجد) هو بمعنى المجيد لكن المجيد أبلغ وقيل هو العالي المرتفع (الواحد) بالحاء المهملة أي الذي لا ينقسم ولا مشابهة بينه وبين غيره أو هو الفرد الذي لم يزل وحده ولم يكن معه آخر ووقع في رواية الأحد بدل الواحد (الصمد) أي السيد لأنه يصمد إليه في الحوائج وقيل المنزه عن الآفات وقيل الذي لايطعم وقيل الباقي الذي لا يزول وسئل صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأجاب بقوله الصمد الذي لا جوف له (القادر) أي المتمكن من الفعل بلا معالجة ولا واسطة (المقتدر) قال المناوي أي المستولي على كل من أعطاه حظا من قدره (المقدم المؤخر) أي الذي يقدم الأشياء بعضها على بعض أما بالوجود كتقديم الأسباب على مسبباتها أو بالشرف والقرابة كتقديم الأنبياء والصالحين من عباده على من عداهم (الأول) أي السابق على الأشياء كلها فإنه موجدها ومبدعها (الآخر) أي الباقي وحده بعد أن يفنى جميع الخلق (الظاهر) أي الجلي وجوده بآياته الظاهرة أو العالي (الباطن) أي المحتجب عن الحواس بحجب كبريائه أو العالم بالخفيات (الوالي) أي المتولي لجميع أمور خلقه أو المالك (المتعال) أي البالغ في العلا المرتفع عن النقائص (البر) أي المحسن الذي يوصل الخيرات إلى خلقه (التواب) أي القابل توبة عباده وقيل الذي ييسر للمذنبين أسباب التوبة ويوفقهم لها (المنتقم) أي المعاقب لمن عصاه (العفو) أي الذي يمحو السيئات ويتجاوز عن المعاصي ويزيلها من صحائف الأعمال وهو أبلغ من الغفور لان الغفران ينبئ عن الستر والعفو وينبئ عن المحو (الرؤوف) أي ذو الرأفة وهي شدة الرحمة فهو أبلغ من الرحيم والراحم والفرق بين الرأفة والرحمة أن الرحمة إحسان مبدؤه شفقة المحسن والرأفة إحسان مبدؤه فاقة المحسن إليه (مالك الملك) أي هو الذي تنفذ مشيئته في ملكه ويتصرف فيه وفي محكوماته كما يشاء لا مرد لقضائه ولا معقب لحكمه (ذو الجلال والإكرام) أي هو الذي لا شرف ولا كمال إلا هو له ولا كرامة ولا مكرمة إلا وهي منه # (المقسط) أي العادل الذي ينتصف للمظلومين ويدرأ بأس الظلمة عن المستضعفين (الجامع) أي المؤلف بين اشتات الحقائق المختلفة (الغنى) أي المستغني عن كل شيء لا يفتقر إلى شيء (المغني) أي المعطي كل شيء ما يحتاج إليه حسب ما اقتضته حكمته وسبقت به كلمته فأغناه من فضله (المانع) أي الدافع لأسباب الهلاك والنقص أو مانع من يستحق المنع (الضار النافع) قال العلقمي هو كوصف واحد وهو من الوصف بالقدرة التامة الشاملة فهو الذي يصدر عنه النفع والضر فلا خير ولا شر ولا نفع ولا ضر ألا وهو صادر عنه منسوب إليه (النور) أي الظاهر بنفسه المظهر لغيره (الهادي) أي الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى (البديع) أي المبدع وهو الذي أتى بما لم يسبق له مثل في ذاته ولا نظير له في صفاته (الباقي) أي الدائم الوجود الذي لا يقبل الفناء (الوارث) أي الباقي بعد فناء الموجودات فترجع إليه الأملاك بعد فناء الملاك وهذا بالنظر العامي وأما بالنظر الحقيقي فهو المالك على الإطلاق من أزل الأزل إلى أبد الآباد لم يبدل ملكه ولا يزال كما قيل الوارث الذي يرث بلا توريث أحد (الباقي) أي الذي ليس لملكه أمد (الرشيد) أي الذي تنساق تدابيره إلى غايتها على سنن السداد من غير استشارة ولا إرشاد (الصبرو) أي الذي لا يعجل في مؤاخرة العصاة ومعاقبة المذنبين وقيل هو الذي لا تحمله العجلة على المسارعة إلى الفعل قبل أوانه والفرق بينه وبين الحليم أن الصبور يشعر بأنه يعاقب في الآخرة بخلاف الحليم (ت حب ك هب) عن أبي هريرة

Halaman 118