119

Siraj Munir

السراج المنير شرح الجامع الصغير في حديث البشير النذير

Genre-genre

• (أن الله تعالى اصطفى موسى بالكلام) أي بلا واسطة والكلام الذي سمعه موسى الكليم عليه أفضل الصلاة والتسليم كلام الله تعالى حقيقة لا مجازا فلا يكون محدثا فلا يوصف بأنه محدث بل هو قديم لأنه الصفة الأزلية الحقيقية وهذا ما ذهب إليه الشيخ أبو الحسن الأشعري واتباعه وقالوا كما لا يتعذر رؤية ذاته تعالى مع أنه ليس جسما # ولا عرضا كذلك لا يتعذر سماع كلامه مع أنه ليس حرفا ولا صوتا وذهب الشيخ أبو منصور الماتريدي والأستاذ أبو إسحاق الإسفرايني أن موسى إنما سمع صوتا دالا على كلام الله أي دالا على ذلك المعنى لكن لما كان بلا واسطة الكتاب والملك خص باسم الكليم وأما نفس المعنى المذكور فيستحيل سماعه لأنه يدور مع الصوت فالقول بسماع ما ليس من جنس الحروف والأصوات غير معقول (وإبراهيم بالخلة) أي اصطفاه وخصه بكرامة تشبه كرامة الخليل عند خليله (ك) عن ابن عباس وهو حديث صحيح

• (أن الله تعالى اطلع) أي تجلي تجليا خاصا (على أهل بدر) أي الذين حضروا وقعتها مع النبي صلى الله عليه وسلم (فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم) لأنهم ارتقوا إلى مقام يقتضي الإنعام عليهم بمغفرة ذنوبهم السابقة واللاحقة فلا يؤاخذهم بها لبذلهم مهجتهم في الله ونصرهم دينه والمراد إظهار العناية لهم لا الترخيص لهم في كل فعل أو الخطاب لقوم منهم على أنهم لا يقارفون ذنبا وإن قارفوه لم يصروا وقال القرطبي هذا خطاب إكرام وتشرف تضمن أن هؤلاء حصلت لهم حالة غفرت بها ذنوبهم السالفة وتأملوا إلى أن يغفر لهم ما يستأنف من الذنوب اللاحقة ولا يلزم من وجود الصلاحية للشيء وقوعه ولقد أظهر الله تعالى صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ما أخبر عنه بشئ من ذلك فإنهم لم يزالوا على أعمال أهل الجنة إلى أن فارقوا الدنيا وإن قدر صدور شيء من أحدهم بادر إلى التوبة (ك) عن أبي هريرة بإسناد صحيح

• (أن الله تعالى أعطاني فيما من به على أني أعطيتك فاتحة الكتاب) وظاهر شرح المناوي كسر همزة إني فإن قدر القول قبلها وعبارته أن قال لي إني أعطيتك (وهي من كنوز عرشي) أي المدخرة تحته (ثم قسمتها بيني وبينك نصفين) أي قسمين وإن تفاوتا فإن بعضها ثناء على الله وبعضها دعاء (ابن الضريس (هب) عن أنس بن مالك

• (أن الله تعالى أعطاني السبع) أي السور السبع الطوال (مكان التوراة) أي بدلها (وأعطاني الرآت) أي السور التي أولها الر أو المر (إلى الطواسين مكان الإنجيل وأعطاني ما بين الطواسين إلى الحواميم مكان الزبور وفضلني) بأن خصني (بالحواميم والمفصل) وهو من الحجرات إلى آخر القرآن (ما قرأ هن نبي قبلي) يعني ما أنزلت على نبي غيري (محمد بن نصر عن أنس) بن مالك

• (أن الله تعالى أعطى موسى الكلام) أي كلمة بلا واسطة (وأعطاني الرؤية) أي لوجهه تعالى يعني خصني بها في مقابلة ما خص به موسى (وفضلني بالمقام المحمود) الذي يحمده فيه الأولون والآخرون يوم القيامة (والحوض المورود) يعني الكوثر الذي يرده الخلائق في المحشر قال المناوي وهذا يعارضه الخبر الآتي أن لكل نبي حوضا (ابن عساكر عن جابر) بإسناد ضعيف

Halaman 352