Sirah Ibn Ishaq
سيرة ابن اسحاق
Penyiasat
سهيل زكار
Penerbit
دار الفكر
Nombor Edisi
الأولى ١٣٩٨هـ /١٩٧٨م
Lokasi Penerbit
بيروت
«إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ «١»» فقام رسول الله ﷺ عند الكعبة، فقرأها على المشركين فأظهر لهم المفارقة.
نا أحمد نا يونس عن ابن إسحق قال: ثم فتر الوحي عن النبي ﷺ فترة مل ذلك حتى شق عليه وأحزنه، ثم قال في نفسه مما أبلغ ذلك منه: لقد خشيت أن يكون صاحبي قد قلاني وودعني، فجاء جبريل بسورة «والضحى»، يقسم له به، وهو الذي أكرمه «ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى» فقال: «وَالضُّحى وَاللَّيْلِ إِذا سَجى» يقول: «ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى» ما صرمك وتركك، وما قلى: ما أبغضك منذ أحبك، «وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى» أي ما عندي من مرجعك إلي خير لك مما عجلت لك من الكرامة في الدنيا، «وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى» من الفتح في الدنيا والثواب في الآخرة، «أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوى وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى وَوَجَدَكَ عائِلًا فَأَغْنى» يعرفه ما ابتدأه به من كرامته في عاجل أمره ومنه عليه في يتمه [٤٩] وعيلته وضلالته، واستنقاذه من ذلك كله برحمته «فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ» لا تكون جبارًا ولا متكبرًا ولا فاحشًا فظًا على الضعفاء من عباد الله «وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ» أي بما جاءك من الله من كرامته ونعمته من النبوة، فحدث اذكرها وادع إليها، يذكره ما أنعم الله به عليه وعلى العباد من النبوة.
نا أحمد: نا يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن خديجة أنها قالت: لما أبطأ على رسول الله ﷺ الوحي جزع من ذلك جزعًا شديدًا، فقلت له مما رأيت من جزعه: لقد قلاك ربك مما يرى من جزعك، فأنزل الله «ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى» .
نا يونس عن عمر بن ذر عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن رسول الله ﷺ قال لجبريل ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا؟ فانزل الله تعالى:
_________
(١) سورة الأنعام: ٥٦. وسورة غافر: ٦٦.
1 / 135