Sirah Ibn Ishaq
سيرة ابن اسحاق
Penyiasat
سهيل زكار
Penerbit
دار الفكر
Nombor Edisi
الأولى ١٣٩٨هـ /١٩٧٨م
Lokasi Penerbit
بيروت
نا أحمد نا يونس عن ابن إسحق قال: وكان حين أراد الله ﷿ كرامة نبيه ﷺ، ورحمة العباد به واتخاذ الحجة عليهم، والعرب على أديان مختلفة متفرقة، مع ما يجمعهم من تعظيم الحرمة، وحج البيت، والتمسك بما كان بين أظهرهم من آثار إبراهيم ﷺ، وهم يزعمون أنهم على ملته، وكانوا يحجون البيت على اختلاف من أمرهم فيه.
فكانت الحمس: قريش وكنانة، وخزاعة، ومن ولدت قريش من سائر العرب يهلون بحجهم، فمن اختلافهم أن يقولوا: لبيك، لا شريك لك إلا شريك هو لك، تملكه وما ملك. فيوحد فيه بالتلبية، ثم يدخلون معه أصنامهم ويجعلون ملكها بيده- يقول الله ﷿ لمحمد ﷺ: «وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ «١»» ولا يخرجون من الحرم ولا يدفعون من المزدلفة، يقولون: نحن أهل الحرم، فلا نخرج منه، وكانوا يسكنون البيوت إذا كانوا حرمًا، وكان أهل نجد من مضر يهلون إلى البيت ويقفون على عرفة.
أول ما ابتدىء به رسول الله من النبوة
نا أحمد نا يونس عن ابن إسحق قال: حدثني محمد بن مسلم بن شهاب الزهري عن عروة عن عائشة أنها قالت: أول ما ابتدىء به رسول الله ﷺ من النبوة حين أراد الله ﷿ كرامته ورحمة العباد به ألا يرى شيئًا إلا جاءت كفلق الصبح. (٣٥) فمكث على ذلك ما شاء الله ﷿ أن يمكث، وحبب الله ﷿ إليه الخلوة، فلم يكن شيء أحب إليه من أن يخلو وحده.
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحق قال: حدثني عبد الملك بن عبد الله بن أبي سفيان بن العلاء بن جارية الثقفي، وكان واعية، عن بعض أهل العلم إن رسول الله ﷺ حين أراد الله ﷿ كرامته، وابتدأه بالنبوة، كان لا يمر بحجر ولا شجر إلا سلم عليه وسمع منه، فيلتفت رسول الله ﷺ خلفه وعن يمينه وعن شماله فلا يرى إلا الشجر وما حوله من الحجارة وهي تحييه بتحية النبوة: السلام
_________
(١) سورة يوسف: ١٠٦.
1 / 120