Sinima dan Falsafah
السينما والفلسفة: ماذا تقدم إحداهما للأخرى
Genre-genre
النقد الأخلاقي الذي يطرحه هانيكه
نختتم هذا الفصل بمناقشة موجزة (بالغة الإيجاز في الواقع) حول الموقف الأخلاقي للرعب الواقعي. وهو نوع فني لطالما جذب قدرا كبيرا من النقد العدائي. إن هدف هانيكه من صنع «ألعاب مسلية» هو تقديم نقد أخلاقي للرعب الواقعي، وبشكل أعم لظاهرة العنف بهدف التسلية. وهو نوع من العنف يحيط بنا في كل مكان، لكنه يبلغ ذروته في أفلام الرعب الواقعي.
24
يشرح هانيكه رؤيته في الفقرة التالية، متحدثا عن المشاهد التي يتحدث فيها بول إلى الكاميرا:
يتواصل القاتل مع المشاهد، ما يعني أنه يجعله شريكا في الجريمة. ومن خلال جعل المشاهد شريكا للمجرم، يمكنني في النهاية توبيخه على موقفه هذا. إنه موقف ساخر بعض الشيء، لكني أردت أن أبين كيف يصبح المرء دوما شريكا للقاتل إذا شاهد هذا النوع من الأفلام. لا عند مشاهدته فيلما يخرج عن الإطار السردي التقليدي مثل هذا الفيلم، بل عند مشاهدة الأفلام التي تعرض العنف بطرق مقبولة. نحن دوما نتفق عن أن العنف يحدث، وعلى أنه قابل للاستهلاك، ولا ندرك أننا شركاء في هذا الوضع. ذلك هو ما رغبت في توضيحه.
25
يوضح هذا الهدف السبب وراء قرار هانيكه بإعادة إنتاج الفيلم في السوق الأمريكية؛ فتلك السوق هي المنتج والمستهلك الأكبر للأفلام الرعب الواقعي في العالم، وبالطبع لأفلام العنف لأجل التسلية. يرى هانيكه أن فيلمه بمثابة تدخل في تلك السوق، وهو سبيل لإبراز تواطؤ المشاهدين إلى نطاق الوعي. وتلك مهمة من المستبعد أن ينجح فيلم ألماني مترجم من عام 1997 في تنفيذها. (ربما يفسر هذا أيضا طريقة الدعاية الغريبة لفيلم عام 2007، التي قدمته كفيلم رعب وتشويق واقعي تقليدي.)
26
هل نجح نقد هانيكه وفقا للأسس التي حددها؟ ذلك أمر مشكوك فيه. يفترض هانيكه أن جمهورا يلج دار العرض عن وعي ليتسلى بمشاهدة فيلم يتضمن سيلا من جرائم القتل المصطنعة، يشارك من زاوية ما في عملية الإنتاج الثقافي للجرائم المصطنعة، فإذا غاب الجمهور تختفي تلك المحاكاة، وتختفي الآلية الثقافية التي تدعمها. لكن في الجزء الذي اقتبسناه من الحوار مع هانيكه، نجده لا يتحدث عن قاتل خيالي أو قتل مصطنع، بل يتحدث عن قاتل وما يمارسه من عنف. هو يستخدم على ما يبدو لغة مراوغة في الحديث عن العنف وعن تمثيل هذا العنف. وربما يرى أن تمثيل العنف هو في حد ذاته نوع من العنف، لكن زعما قويا كهذا يحتاج إلى حجة تدعمه.
إذن ما الذي قد يقصده هانيكه؟ يتخذ النقد الأخلاقي للعنف الهادف للتسلية صورتين مختلفتين. الأولى تقدم نقدا يستند على العواقب العملية لمشاهدة العنف الهادف للتسلية. ربما تنتج الثقافات التي تتبنى العنف من أجل التسلية مزيدا من العنف عبر ما تخلقه من نماذج ومعايير سلوكية عنيفة، وعبر إضعاف رد فعل الصدمة لدى الناس حيال هذا النوع من السلوك. هذا أمر وارد. من الصعب الإتيان بدليل على هذا . النوع الثاني من النقد الأخلاقي يحتج على ثقافات العنف الهادف إلى التسلية بناء على اعتقاد بأن تجسيد أحداث مروعة، لا لغرض سوى التسلية، يتعرض لها أفراد - وإن كانوا من وحي الخيال - هو أمر خاطئ في حد ذاته. إنه أشبه بخطاب كراهية موجه إلى البشرية، وهو مسئول عن نوع من التسطيح لردود أفعالنا الأخلاقية تجاه الآخرين، حتى وإن لم تزد مستويات العنف في حد ذاته.
Halaman tidak diketahui