Sinima dan Falsafah
السينما والفلسفة: ماذا تقدم إحداهما للأخرى
Genre-genre
والأسئلة الفلسفية التي نطرحها في هذا السياق كالتالي: هل من الممكن حدوث شيء كهذا فعليا؟ هل الزمن مجال يصلح السفر عبره؟ هل السفر عبر الزمن أمر ممكن؟ وبالطبع، بما أننا نتفلسف، لا بد أن نتساءل عما يعنيه القول بأن السفر عبر الزمن ممكن؟ ماذا نعني بكلمه «ممكن»؟ ترجع أصول قصص السفر عبر الزمن في العصر الحديث إلى إتش جي ويلز. وقد بدأ ويلز قصته الأولى حول السفر عبر الزمن «آلة الزمن» بمناقشة حول طبيعة الزمن. وحسب شرح المسافر عبر الزمن في قصة ويلز، الزمن هو بعد أشبه بأبعاد المكان الثلاثة، نحن نستطيع السفر عبر المكان؛ إذن نستطيع، إذا عرفنا الطريقة، السفر عبر الزمن. ما مدى منطقية هذه الحجة؟ كي نبدأ في الإجابة عن هذا السؤال، لا بد لنا من إلقاء نظرة أعمق على ميتافيزيقا الزمن.
الزمن: تمهيد
تدين المناقشة الفلسفية المعاصرة لطبيعة الزمن بالكثير لأعمال الفيلسوف البريطاني جيه إم إي مكتاجارت (1866-1922). زعم مكتاجارت أن الزمن وهم، وأننا نعتقد أن الأشياء توجد عبر الزمن، لكن هذا غير حقيقي. سوف نلقي نظرة سريعة على حجته المبدعة التي قادته إلى هذا الاستنتاج قريبا، لكن علينا أولا التمهيد لذلك. إن الجانب الأكثر تأثيرا، وربما الأكثر إثارة للاهتمام، في أعمال مكتاجارت ليس زعمه بأن الزمن وهم، بل طريقة صياغته لهذه المشكلة الفلسفية. لقد ميز بين نوعين من المفاهيم الزمانية، بين طريقتين للنظر إلى ترتيب الأحداث الزمانية، وأطلق عليها المجموعة «أ» والمجموعة «ب». وهي مسميات ظلت عالقة في الأذهان.
وفقا للمجموعة «أ»، ترتب الأحداث في الزمن حسب وقوعها إما في الماضي أو في الحاضر أو في المستقبل، ويعبر الزمن عن عملية تحول؛ فالأحداث المستقبلية تصير حاضرا ثم تصير ماضيا. وعلى العكس من ذلك، ترتب الأحداث في المجموعة «ب» حسب علاقات زمنية مثل «قبل » و«بعد» و«متزامن مع (كذا)». فتتناول على سبيل المثال أي حدثين مثل إعدام تشارلز الأول ملك إنجلترا وفوز الأرجنتين بمباراة نهائي كأس العالم عام 1978. أي حدث من هذين الحدثين إما أنه حدث مع الثاني أو حدث قبله أو حدث بعده.
3
في هذا المثال، الحدث الأول حدث قبل الثاني (أو الحدث الثاني حدث بعد الحدث الأول، حسب الصيغة التي ترغب فيها).
يبدو أننا نستوعب التتابع الزمني إما عبر المجموعة «أ» أو المجموعة «ب». لكن مكتاجارت زعم أن المجموعة «أ» (تحول المستقبل إلى حاضر ثم إلى ماض) لا غنى عنها لمفهوم الزمن. فبدون المجموعة «أ»، لن يوجد وقت. وقد اعتقد ذلك لأنه آمن بأن الزمن يستلزم التغيير، ونحن نحتاج إلى المجموعة «أ» كي يصبح التغيير حقيقيا (وهو زعم مثير للجدل دون شك). كذلك من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن مكتاجارت اعتقد أن المجموعة «أ» تناقض نفسها؛ فهي تتطلب من الحدث الواحد - مثل فوز الأرجنتين بنهائي كأس العالم عام 1978 على سبيل المثال - أن يتضمن خواص متعارضة: خاصية الحاضر وخاصية الماضي وخاصية المستقبل. لكن شيئا في الحاضر لا يمكن أن يكون ماضيا في ذات الوقت. أليس كذلك؟ فهاتان خاصيتان متعارضتان. ورغم ذلك من المفترض أن يملك حدث واحد كلتا الخاصيتين معا. كيف يمكن ذلك؟ ظاهريا تبدو هذه الحجة غير منطقية تماما؛ فليس من المفترض أن يكون حدث ما ماضيا وحاضرا ومستقبلا «في الوقت نفسه»، بل هو مستقبل في وقت ما وحاضر في وقت آخر وماض في وقت ثالث. يبدو ذلك صحيحا لكنه لا يفيد بشيء. على سبيل المثال، لن تتحقق أي استفادة من زعم أن فوز الأرجنتين بنهائي كأس العالم كان حاضرا يوم 25 يونيو 1978 وماضيا يوم 25 يونيو عام 2010؛ إذا استعضنا عن الزعم القائل بأن الفوز حدث ماض، بزعم أدق يقول بأن الفوز حدث يوم 25 يونيو 1978 فإننا نكون بذلك قد استعضنا لتونا عن المجموعة «أ» بالمجموعة «ب» (فالقول بأن حدثا ما حاضر في تاريخ محدد يرسخ موقعه فحسب في تتابع الأحداث المرتبة حسب علاقة «قبل/بعد». أي المجموعة «ب»). يزعم مكتاجارت أن المجموعة «أ» هي المتناقضة، وليس المجموعة «ب».
قد نحاول التملص من هذا الفخ، وبدلا من ذكر تاريخ المباراة يمكننا أن نقول إن المباراة «كانت» في الحاضر. وقولنا إن حدثا ما كان حاضرا معناه أن ذلك الحدث يملك خاصية كونه حاضرا في الماضي. (يهوى الفلاسفة هذه الطريقة الملتفة للتعبير عن الأشياء؛ فهم يعتقدون أنها تضفي مزيدا من التوضيح. وفي بعض الأحيان يكونون على حق.) فكون حدث ما «حاضرا في الماضي» لا يناقض خاصية كونه «في الماضي»؛ لذا بدلا من أن نقول إن حدثا واحدا يملك خاصية الحاضر وخاصية الماضي، يمكننا أن نقول إنه يملك خاصية كونه «حاضرا في الماضي» وخاصية كونه «ماضيا». وهكذا تجنبنا فيما يبدو التناقض دون اختزال المجموعة «أ» في المجموعة «ب». لكن مكتاجارت يعتقد أن هذه الطريقة لا تصلح. لقد استعضنا عن خاصية صيغة زمنية ذات ترتيب أول (الحاضر) بخاصية صيغة زمنية ذات ترتيب زمني ثان (حاضر في الماضي) كي نتجنب التناقض. لكن تقديم خواص صيغة زمنية ذات ترتيب ثان يسمح لنا بتوليد تناقضات جديدة. على سبيل المثال فوز الأرجنتين بالمباراة حدث يتمتع بخاصية كونه حاضرا في الماضي، لكنه يملك كذلك خاصية كونه حاضرا في المستقبل (في عام 1950 كان هذا الفوز حاضرا في المستقبل)؛ ومن ثم تتناقض هاتان الخاصيتان الزمنيتان ذواتا الترتيب الثاني؛ فلا يمكن لحدث ما أن يمتلك خاصية كونه حاضرا في الماضي وحاضرا في المستقبل. وإذا حاولنا حل هذا التناقض الجديد عبر الاحتكام إلى خواص زمنية ذات ترتيب ثالث (كأن نقول، على سبيل المثال، في المستقبل يكون حدث ما حاضرا في الماضي)، فسوف نواجه الإشكالية ذاتها من جديد. لا مهرب إذن من إشكالية نسب خواص زمنية متناقضة لحدث واحد، أو هكذا آمن مكتاجارت. وهذا مثال لما يطلق عليه الفلاسفة معضلة «التقهقر اللانهائي».
نذكرك (فلربما نسيت) بأن موضوعنا هو السفر عبر الزمن. إذا لم يوجد زمن، فلن يوجد سفر عبر الزمن، فلن يوجد مجال نتحرك عبره؛ إذن ما الحجة التي يطرحها مكتاجارت لإثبات كون الزمن غير حقيقي؟ فيما يلي تلخيص لها: (1)
مفهوم الزمن يستلزم المجموعة «أ». (2)
Halaman tidak diketahui