Sinima dan Falsafah

Nivin Cabd Rauf d. 1450 AH
110

Sinima dan Falsafah

السينما والفلسفة: ماذا تقدم إحداهما للأخرى

Genre-genre

قد يبدو كلامنا أشبه بخدعة لفظية. فظاهريا نحن لم نفعل سوى تعريف الاستدلال الأخلاقي بطريقة تجعل له الغلبة دائما على الاعتبارات الأخرى. لكن الأمر لا يقتصر على ذلك. ما يعرضه كانط هو نموذج للاستدلال العملي (أي استدلال حول كيفية التصرف)؛ استدلال يتعارض بحدة مع نموذج الجدوى المتوقعة الذي عرضناه باكرا في هذا الفصل. حسب نموذج الجدوى المتوقعة، يتحقق الاستدلال العملي، على وجه التقريب، من خلال تحديد مسار العمل الذي سيحقق على أكثر تقدير النتيجة الأعلى قيمة. هذا النوع من الاستدلال يطلق عليه الاستدلال الذرائعي. وعلى النقيض، يتحقق الاستدلال العملي في نموذج كانط عبر تصنيف الأفعال تحت مبادئ. علينا أن نسأل أنفسنا: ما نوع هذا الفعل؟ ما المبدأ الذي يقع تحته؟ وعندئذ يمكننا تحري مزايا هذا المبدأ.

16

إذا كان جودا يتبع مبدأ (بدلا من التصرف على نحو أناني لا تحكمه المبادئ)، فما هو إذن؟ ربما كان كالتالي: «افعل كل ما يمكن فعله، بما في ذلك القتل، كي تصل إلى ما تتوق إليه.» من منظور كانط، لا يمد هذا المبدأ جودا بمبرر حقيقي للتصرف مثلما فعل إلا في حالة كونه مبدأ منطقيا. فهل هو منطقي؟

ما الذي يجعل مبدأ ما بوجه عام منطقيا؟ لدى معتنقي نظرية كانط عدة إجابات عن هذا السؤال. توظف إحدى الإجابات السؤال الاختباري التالي: هل من المعقول بالنسبة لشخص يتصرف وفقا لهذا المبدأ أن يتمنى لكل من سواه اتباع المبدأ نفسه؟

17

إذا كان هذا معقولا بالفعل، يصبح المبدأ بدوره منطقيا، ويصبح التصرف وفقا له سليما من الناحية الأخلاقية؛ أما إذا لم يكن معقولا، يصبح المبدأ غير منطقي، ويصبح التصرف وفقا له فعلا غير أخلاقي. لقد رتب جودا لعملية قتل ديلوريز كي يضمن استمرار حياته السابقة. لكن إذا تصرف الجميع، بما فيهم أعداؤه وديلوريز نفسها، وفقا للمبدأ ذاته - وهو «افعل كل ما يمكن فعله، بما في ذلك القتل، كي تصل إلى ما تتوق إليه» - فإن ذلك سيؤدي إلى تقويض أمن وسلامة جودا كليا. إذا تصرف كل امرئ في حياة جودا وفقا لهذا المبدأ، فإن حياته، على حد تعبيره، ستنحدر حتما إلى الحضيض (على سبيل المثال، وفقا لهذا المبدأ، كانت ديلوريز ستسارع بالترتيب لقتل زوجته، وكان منافسوه في العمل سيسارعون بالترتيب لقتل جودا ... إلخ). من غير المعقول أن يتمنى جودا اتباع الجميع لمبدئه وهو يستخدمه للحصول على ما يريد. لهذا السبب كان تصرف جودا غير منطقي من الأساس؛ فقد تصرف حسب مبدأ نجح لسبب واحد فقط؛ وهو أن أحدا لم يتصرف وفقا له سواه. إن جودا يعتبر نفسه مختلفا اختلافا جذريا عن كل من سواه. هو يعتبر نفسه شخصا مميزا، يعمل وفقا لقواعد تنطبق عليه هو وحده. بالطبع هو ليس مميزا. لقد طبق مبدأ ما على نفسه ومبدأ آخر على جميع من سواه، دون أي نوع من التبرير، وذلك هو أساس عدم منطقيته.

من منظور كانط، لا يوجد لدى جودا أي مبرر على الإطلاق يدفعه للترتيب لقتل ديلوريز. فمبرر فعل شيء ما ينشأ من تطبيق مبدأ منطقي يشكل أساسا للفعل. والمبدأ الذي تصرف جودا وفقا له غير منطقي من الناحية الجوهرية. إن رغبة جودا وحبه لذاته يدفعانه إلى الترتيب لقتل ديلوريز. لكن وفقا لنموذج كانط للاستدلال الأخلاقي، الرغبة وحب الذات لا يعدان مبررا للفعل. إنها إغراءات «تغوي» جودا بالقتل و«تدفعه» نحوه، لكنهما لا يمدانه ب «مبرر» للقتل. لا يملك جودا بتاتا أي مبرر لقتل ديلوريز؛ إذ لا يوجد مبدأ منطقي يستطيع وفقا له الترتيب لعملية القتل. من ناحية أخرى، يوجد مبرر واضح جدا للعزوف عن قتلها، وهو المبدأ المنطقي الذي يخبرنا بألا نستخدم القتل قط كسبيل لحيازة ما نريد.

تذكر أن سؤالنا كان يتعلق بماهية المبرر الذي يدفعنا إلى مراعاة الأخلاق في تصرفاتنا عندما تتعارض الأخلاق والمصلحة الشخصية؟ الإجابة عن هذا السؤال حسب رؤية كانط تزعم أننا عاجزون عن إيجاد مبرر للتصرف على نحو غير أخلاقي. وعندما نتصرف بالفعل تصرفا لا أخلاقيا، نكون قد خضعنا للإغراء وتركنا الرغبة وحب الذات يحلان محل العقل. بالطبع جميعنا معرض لهذا بدرجة أو بأخرى، لكن إذا كان نموذج كانط للاستدلال العملي صحيحا، فقد وجدنا حلا للتحدي الذي طرحناه. إن نموذج كانط للاستدلال العملي محل خلاف كبير؛ ومن ثم لا يعتبر على الإطلاق حلا حاسما للمسألة. لكن في الفلسفة ستجد أن جميع الأفكار المثيرة للاهتمام هي محل خلاف، وقلما تقدم حلول حاسمة.

أسئلة

فلتفترض أن بوسعك، على نحو مضمون ودون جهد، «الإفلات بأفعالك» دون عقاب ببساطة، ماذا سيدفعك حينئذ إلى التزام الأخلاق؟

Halaman tidak diketahui