Silsilat Al-Adab - Al-Munjid
سلسلة الآداب - المنجد
Genre-genre
صيغ الاستئذان
وأما صيغ الاستئذان فإن الصيغة المشهورة (السلام عليكم أأدخل؟) فإن أذن له دخل وإلا رجع، ودل على هذه الصيغة (أن رجلًا من بني عامر استأذن على النبي ﷺ وهو في بيته فقال: أألج - أي أأدخل؟ - فقال النبي ﷺ: اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان فقال له: قل: السلام عليكم أأدخل؟ فسمع النبي ﷺ فقال: السلام عليكم أأدخل؟ فأذن له النبي ﷺ فدخل) رواه أبو داود في كتاب الأدب، باب كيفية الاستئذان، وصححه الألباني.
وجاء عن ابن عمر ﵄ أنه كان إذا استأذن فقيل له: ادخل بسلام، رجع وقال: لا أدري أدخل بسلامٍ أو بغير سلام، فهذا امتناع ابن عمر ﵄ الدخول لما قيل له: بسلام، احتمال أن يكون المراد ادخل بسلامك لا بشخصك، ولأنهم اشترطوا عليه شرطًا لا يدري أيفي به أم لا، فمن ورعه كان يرجع.
فالمهم الصيغة: السلام عليكم أأدخل، وقد جاء عن عمر ﵁ أنه استأذن فقال: السلام على رسول الله السلام عليكم أيدخل عمر؟ ولكل قومٍ عرفٌ في الاستئذان، ولذلك لو استأذن بأي كلمة: ممكن أدخل؟ لا بأس، أأدخل؟ لا بأس، لكن الصيغة الأتم والأكمل (السلام عليكم أأدخل؟).
فهذه الصيغة الأفضل، وقد جاء عن عبد الملك مولى أم مسكين قال: أرسلتني مولاتي إلى أبي هريرة فجاء معي فلما بلغ الباب قال: أندر؟ قالت: أندرون، وهذه العبارة معناها بالفارسية استئذان، فإذًا يمكن أن تدخل على شخص لا يعرف العربية، فتستأذن عليه بلسانه بالإنجليزية أو بغيرها، المهم أن يفهم أنك تريد الدخول وتسمع إذنًا صريحًا.
1 / 9