وفي تلك الآونة، قبل أن يصل إلياس نادر وهو يحمل العلبة إلى الخارج دخل اثنان من رجال الشرطة السريين يوقفان باسم الشرع حفلة العرس.
ثم قال أحدهما مخاطبا رب البيت: وأين الهدايا التي جاءتكم؟
فأشار إلياس إلى مائدة وقد وضعت عليها هدايا العرس. - وهل جاءكم هدية من أنطونيو كاتالان؟ - هاكها.
وقدم إلياس نادر العلبة وهو يتنفس الصعداء، فاستلمها الشرطي متحذرا وهو يقول: اشكروا الله أنكم نجوتم من الهلاك جميعا. - ألم أقل لك يا سلمى: إنه قد يكون فيها ديناميت؟ يا خبيث يا كاتالان، ستنال جزاء ما اقترفت يداك، فالقضاء لا يرثي للمجرم ولا يحابي في عدله.
وكان في دائرة الشرطة مشهد آخر في تلك الساعة له صلة بعرس سلمى نادر وبحبيبها السابق أنطونيو كاتالان.
وهاكم أنطونيو، وهاكم صديقه كنتي أمام المدير؛ الأول يحترق كمدا ويتحفز انتقاما وهو ينظر إلى ابن بلاده نظرات كأنها الخناجر، والثاني يضحك في سره وهو هادئ النفس مطمئن البال.
وكيف وصل الاثنان إلى دائرة الشرطة؟ وكيف علمت الدائرة بما كاد يحل ببيت إلياس نادر من الدمار والهلاك؟ هي الحلقة السرية في هذه القصة، ولكننا لا نكتم القارئ حتى أسرار من هم حراس الأمن العام وأمناء الهيئة الاجتماعية؛ يوم جاء أنطونيو إلى دكان بتروكنتي كان من حسن الاتفاق أو من سوء الاتفاق لأنطونيو أن جاء بعده أحد رجال الشرطة يزور صديقه القديم، فلم يجده، فاستقبلته زوجة الطلياني وأكرمت وفادته؛ إنها تعلم أن سعادتها الزوجية تتوقف على حسن صلتها بهؤلاء الناس.
وقد وعدت السيدة كنتي الشرطي عندما زار الدكان في اليوم التالي أن تساعده في استكشاف الغرض الغامض من زيارة أنطونيو لزوجها، وكان أن مرض ولدها - كما أسلفنا القول - فتشاءمت كما تشاءم زوجها بأنطونيو، وألحت عليه بأن يطلعها على الحقيقة بشأن زيارته، فأخبرها بنصها ولم يكذب: قد اشتريت له بعض المواد لصنع قنبلة صغيرة. - للجمعية؟ لبيت نادر؟ لمن؟
ها هنا وقف الرجل قائلا لامرأته: ما تعودت أن أبوح بأسرار الجمعية.
أما المرأة فبادرت سرا إلى دائرة الشرطة تطلعهم على الخبر وقد كتمت أن زوجها هو صانع القنبلة.
Halaman tidak diketahui