رأيت في سوائه
2
رجلا ألبس الذلة وسيم الخسف،
3
وقد انتصب كالجذع المشتعل، وله فروع من الدخان، وهو هذا السجين الذي أقص خبره.
ألا إنما الإنسان من الأقدار كالنبات بين الفأس التي تحرث له، والمنجل الذي يحصد فيه؛ وما هذه الدنيا إلا هذان، فلا يحسبن العود الطالع أنه شيء غير العود المقطوع!
كنت يوما في محكمة كذا، فجاء الجند بسجين قروي كالمارد، يزعمون أنه سبع من سباع القرى، وشيطان من شياطين الليل،
4
وقد غلوا يديه بسلسلة من الحديد لعل فقار ظهره أصلب منها.
خلق في هيئة مستصعبة شديدة المراس كالجمرة المتقدة، ولكن الحياة ما زالت به من نكد إلى أنكد منه حتى طمرته في رمادها؛ لأن له عثرة هو عاثرها يوما.
Halaman tidak diketahui