رأس مالهم الخديعةُ والمكر، وبضاعتهُم الكذبُ والخَتْر، وعندهم العقل المعيشي: إن الفريقين عنهم راضون، وهم بينهم آمنون ﴿يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ﴾ [البقرة: ٩] قد نهكت أمراض الشبهاتِ والشهواتِ قلوبَهم فأهلكتهْا، وغلَبَتْ القصود السيئةُ على إرادتِهم ونياتهم فأفسدَتهْا، ففسادهم قد ترامى إلى الهلاك، فعجز عنه الأطباء العارفون ﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾ [البقرة: ١٠] من غَلِقت مخالبُ شكوكهم بأديم إيمانه مزقته كل تمزيق، ومن تعلق شرَرُ فتنتِهم بقلبه ألقاه في عذاب الحريق، ومن دخلت شبهاتُ تلبيسهم في مسامعه حال بين قلبه وبين التصديق. ففسادُهم في الأرض كثير وأكثر الناس عنه غافلون ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ - أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ [البقرة: ١١ - ١٢]
المتمسك عندهم بالكتاب والسنة صاحبُ ظواهر، مبخوس حظهُّ. من المعقول، والدائر مع النصوص عندهم كحمار يحمل أسفارا، فهْمهُ في حَملِ المنقول. وبضاعةُ تاجر
1 / 7