أو كأن تلك القوة التي ردت إلى البوار تخاطبني بجرحها لتستحثني على اللحاق بالغارم، وتستعير من فم هذا الجرح الأليم صوتي لإبلاغ ظلامتها إلى أعدل الملوك. مولاي، لا تجز أن يقع في عهدك وبمشهد منك مثل هذا الجرم، وأن يستباح أولو البأس المبرزون لمجترئ عليهم يأمن العقاب، وأن ينبري شاب جسور فيهدم علياءهم، ويشرب دماءهم، ويلطخ ذكراهم، فإذا لم تثأر لذلك الصنديد
7
الذي رزئته طفئت في النفوس حماسة الذين يخدمونك.
دع كل هذا. قتل أبي، وأطالب بدمه لا للترفيه عني بأكثر من الرعاية لجانبك. خسارة لك أن تحرم رجلا هذا شأنه، فاثأر لموته بموت الجاني عليه، وكافئ الدم بالدم، وضح به لتاجك لا لي، بل قدمه لعليائك بل لذاتك. ضح يا مولاي لمنفعة الدولة بكل من يستطيل مثل هذه الاستطالة.
دن فرنان :
دن دياج، أجب.
دن دياج :
أحر بالإنسان الذي يعدم الحياة بانعدام عزيمته أن يغبطه الناس فقد يهيئ للكرام طول آجالهم بعد شوطهم المجيد ضعة وهوانا، أنا الذي ضمنت له فعاله الجسام ما شاءت من الفخار. أنا الذي عقب على النصر بالنصر كل آن وآن. أراني اليوم لا ذنب لي إلا امتداد البقاء أتلقى الإهانة وألبث موسوما بميسمها، فما لم تنله مني ملحمة ولا حصار ولا كمين، وما لم تستطعه أراغون وغرناطة ولا أعداؤك جميعا، ولا حسادي جميعا، فعله الكنت في قصرك وعلى مدى بصرك غيرة من إيثارك إياي، واعتدادا برجحان قوته على القوة التي سلبها مني تقادم سني.
فهذه اللمة التي ابيضت تحت خوذة الكفاح، وهذا الدم الذي بذل غير مرة في سبيلك يا مولاي، وهذا الساعد الذي كان يلقي الذعر في جيش أعدائك، كل ذلك كاد ينزل معي إلى القبر موصوما بالعار، لو لم ألد ولدا جديرا بالانتساب إلي، خليقا بإعلاء ذكر بلاده، حقيقيا بالانتماء إلى ملكه، أعارني ذراعه، وصرع الكنت، فنضح عن شرفي، وغسل أوضار
8
Halaman tidak diketahui