Sibawayh: Kehidupan dan Buku
سيبويه: حياته وكتابه
Genre-genre
غير أن هذين الكتابين لم يبقيا، وعفى على آثارهما كتاب سيبويه، ويظهر لي أنه من الحق أن نعد كتاب سيبويه ثمرة لكل الجهود التي قام العلماء والمؤلفون بها، منذ بدأ أبو الأسود هذا النحو، فجمع سيبويه ما تفرق في كتبهم، وما استشهدوا به من شعر، ورتبه ونظمه، وأضاف إليه ما سمعه بنفسه.
وهكذا يجب أن نفهم ما قاله ثعلب: اجتمع على صنعة كتاب سيبويه اثنان وأربعون إنسانا، منهم سيبويه، والأصول والمسائل للخليل؛ فليس معناه أن واحدا وأربعين إنسانا اشتركوا مع سيبويه في تأليف كتابه، ولكن معناه أن سيبويه قد انتفع بعلم من سبقه - وقد كانوا كثيرين - وبنتائج أبحاثهم.
أما هذه الرواية التي نقلها ابن خلكان في ترجمة عيسى بن عمر حين قال: وأخذ سيبويه عنه النحو، وله الكتاب الذي سماه: الجامع في النحو، ويقال: إن سيبويه أخذ هذا الكتاب وبسطه وحشى عليه من كلام الخليل وغيره، ولما كمل بالبحث والتحشية نسب إليه، وهو كتاب سيبويه المشهور. قال ابن خلكان: والذي يدل على صحة هذا القول أن سيبويه لما فارق عيسى بن عمر المذكور، ولازم الخليل بن أحمد، سأله الخليل عن مصنفات عيسى، فقال له سيبويه: صنف نيفا وسبعين مصنفا في النحو، وإن بعض أهل اليسار جمعها، وأتت عنده عليها آفات، فذهبت ولم يبق منها في الوجود سوى كتابين؛ أحدهما اسمه الإكمال، وهو بأرض فارس عند فلان، والآخر الجامع، وهو هذا الكتاب الذي أشتغل فيه وأسألك عن غوامضه. فأطرق الخليل ساعة ثم رفع رأسه وقال: رحم الله عيسى. وأنشد: ذهب النحو ... إلخ.
أما هذه الرواية فمنقوضة لا أساس لها من الصحة فيما أرى، وهي أقرب إلى التأليف منها إلى الحق والصواب، فغريب ألا توجد من مؤلفات عيسى سوى نسخة واحدة عند هذا الثري، وغريب أيضا أن تأتي الآفة على جميع كتبه غير هذين الكتابين، هذا إلى أنني أستبعد على الخليل بن أحمد، ومنزلته في النحو منزلته ألا يكون قد اطلع على أهم ما خلفه عيسى بن عمر، وأستبعد عليه، وهو الرجل الذي يزن كلامه بميزان الذهب أن يتحدث عن كتابين لم يرهما هذا الحديث المليء بالإكبار والإعجاب، وأستبعد عليه أيضا أن يظل جاهلا أن تلميذه يقرأ عليه كتاب الجامع ليشرحه ويحشوه. هذا وكتاب سيبويه ليس فيه ما يدل على أن أصله متن وشرح، ولكنه كتاب وضع وضعا ابتدائيا كذلك، وليس معنى هذا أنه لم ينتفع بكتابي عيسى بن عمر، بل قد انتفع بهما وبغيرهما، شأنه في ذلك شأن كل مؤلف محترم حتى عصرنا الحاضر ، يريد أن يضع كتابا قيما، فمن المحتم عليه أن يرجع إلى ما سبقه من الكتب يستفيد بنتائجها وتجاربها، ولا يعد ذلك عيبا في المؤلف أو نقصا في كتابه، بل إنه ليعد ناقصا مقصرا إذا لم يرجع إلى الكتب المؤلفة قبله.
استفاد سيبويه، ومن حقه أن يستفيد، من الكتب السابقة، ونقل أيضا عن أساتذته الذين تحدثنا عنهم فيما مضى، وكلهم من البصريين، ولم يأخذ إلا عن الرؤاسي من الكوفيين، ناقلا عن كتابه الذي سماه: الفيصل - كما ذكر ذلك ياقوت - وأكثر من روى عنه الخليل بن أحمد، وإن سيبويه ليقف منه في الكتاب موقف التلميذ من أستاذه، يسأله عن الأحكام والعلل وفروق القياس، ويثبت إجابة الخليل، بل لقد نقل إلينا في فصل من فصول الكتاب درسا من دروسه، فقد عقد بابا عنوانه: هذا باب إرادة اللفظ بالحرف الواحد (ص61، ج2)، قال: قال الخليل يوما وسأل أصحابه: كيف تقولون إذا أردتم أن تلفظوا بالكاف التي في لك والكاف التي في مالك والباء التي في ضرب؟ فقيل له: نقول: باء، كاف. فقال: إنما جئتم بالاسم ولم تلفظوا بالحرف. وقال: أقول كه وبه. فقلنا: لم ألحقت الهاء؟ فقال - وهنا أوجه النظر إلى مثل من أمثلة القياس الذي كان يستخدمه الخليل - قال: رأيتهم قالوا: عه، فألحقوا هاء حتى صيروها يستطاع الكلام بها؛ لأنه لا يلفظ بحرف، فإن وصلت قلت: وب، فاعلم يا فتى، كما قالوا: ع يا فتى. ويمضي سيبويه بعد ذلك ناقلا أسئلة الخليل وأجوبته وأجوبة تلاميذه، ونستطيع أن نأخذ من ذلك صورة لسير الدروس في ذلك الحين، فقد كانت تسير على طريقة المناقشة لا الإلقاء.
ونقل سيبويه كثيرا عن يونس أيضا، حتى لقد ينقل عنه أبوابا برمتها، ففي الكتاب فصلان في التصغير نقلهما عنه، وقال: وجميع ما ذكرت لك في هذا الباب، وما أذكر لك في الباب الذي يليه قول يونس. كما كان يروي عن أبي الخطاب الأخفش الكبير، ويقول: حدثني من أثق بعربيته ... ويريد: أبا زيد، كما سبق أن ذكرنا، ويحكي أقوال أبي عمرو بن العلاء، ويوازن بينها وبين قول الخليل ويونس، وكان رائده الحق، فلا يتعصب للخليل، بل للصواب، فنسمعه يقول أحيانا: وقول يونس أقوى. وأحيانا يروي عن العرب مباشرة ويقول إنه سمع منهم، وذلك كله يدل على سعة اطلاع سيبويه وتضلعه. (7) شخصية المؤلف
استفاد سيبويه - ولا ريب - من الكتب المؤلفة قبله، وأخذ عن أساتذته - كما ذكرنا - فهل أفنى كل ذلك شخصية المؤلف، فأصبح جماعا ليس غير؟
إن كتاب سيبويه لتطل منه شخصيته واضحة قوية فيما يأتي:
أولا:
أسلوبه، فالمعلومات قد يتلقاها المرء من هنا ومن هنا، ولكن وضع هذه المعلومات في أسلوب خاص وطريقة خاصة من طرق التعبير هو ما يميز شخصا من آخر، يقول
Halaman tidak diketahui