Syahid-Syahid Fanatisme
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
Genre-genre
أجاب: أنا أبالغ؟ خذ وانظر!
وألقى الدوق على المنضدة كتابا صغيرا على الصفحة الأولى منه هذه الكلمة: «النمر». مطبوعة بالأحمر وتحت هذه الكلمة صورة «أرمة» بيت جيز فقال: إليك ما يكتبونه ضدنا.
فنظر الكردينال في الكتاب وصاح غاضبا: من أين هذا؟
فأجابه الدوق: من أورليان. - أتعرف اسم الكتبي الذي تجاسر على طبعه؟ - كلا، غير أن فيلار تلقى أوامري بهذا الشأن، وسيقبض على الكتبي ويشنق غدا، ومن سوء الحظ أن الوشايات والسعايات تنتشر بسرعة، فقد وزعت ألوف من هذا الكتاب، فلا بد لنا من أن نبرهن لأعدائنا أن هذه المطاعن افتراء وكذب. أما أمير كوندة فسوف نلقاه عندما تقوى جيوشنا، وكن مطمئن القلب يا أخي فذلك أمر لا تطول مدته.
وكانت كاترين تسمع هذه المحادثة وهي صامتة، والملك يصغي دون مشاركة في الحديث مع أن الأسئلة تتعلق بتاجه، وذانك الرجلان قابضان بأيديهما على نصيب المملكة، ولم ينبهه من ذهوله إلا الأمل بالقبض على أمير كوندة، فقال: نعم، لا بد من مراقبته، ومتى قدرنا على القبض عليه ومحاكمته و...
وهنا هاجه الغضب فنهض وتمشى إلى النافذة، وقال: الهواء الهواء وإلا اختنقت!
فوثبت كاترين إلى ولدها، وقد أدركت مراده، إلا أنه لم يستنشق الهواء حتى تراجع إلى الوراء، وسقط مغشيا عليه، وفيما كانت والدته تنهضه دنا الدوق والكردينال من النافذة فتقهقرا في الحال؛ لأن الهواء كان يحمل رائحة خبيثة فاسدة صادرة من الجثث التي أسرع إليها النتن، وكانت ملء شوارع المدينة، ورائحتها ملء الفضاء فيها وفي ضواحيها، وقد شنق يومئذ من البروتستانتيين عدد كبير في كل مكان حتى في جوار القصر، وقرب النهر.
وبعد هنيهة استفاق الملك، فكانت أول كلمة نطق بها قوله: هيا بنا نسافر!
فقال الدوق: إلى أين؟ - إلى شنونسو، أو إلى بلوا، أو إلى حيث تريدون، فإن الرائحة هنا لا تطاق، وقال الدوق: ولكن متى يكون السفر؟
أجاب الملك: في هذا اليوم بعينه، فلست أريد المبيت ها هنا. فتدبروا يا عماه، إن هذه الرائحة تؤذيني.
Halaman tidak diketahui