Syahid-Syahid Fanatisme
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
Genre-genre
فقال يعقوب: اطمئني يا بنية فلن يدري أحد بأن هذا الكتاب صدر من عندي، ومتى تم طبعه أسلمه إلى المسيو بلترو، فيأخذه ولا يبقى عندي منه إلا نسختان أخفيهما عن كل إنسان.
فصمتت الفتاة، وتناولوا العشاء وهم سكوت. فلما كان الليل استأذن بلترو من يعقوب وابنته، وركب جواده بعدما رنا إلى مادلين رنو عاشق، ثم اتجه إلى باب المدينة ليسافر إلى باريس. فقال له يعقوب: متى تعود إلينا؟
أجاب: ليلة مباشرة المشروع.
وسمعت مادلين هذا الجواب. فلما رجعت إلى الحانوت قالت لأبيها: عن أي مشروع تكلم المسيو بلترو؟
أجاب: عن أمر ليس بذي بال. عن كتيبة يجمعها ويعدها للنضال.
قالت: حذار يا أبت فإننا قوم صغار، وأراك تتعرض لأمور هي من شأن رجال بلاط الملك كأنك سيد عظيم. فأنت تطبع كتب القوم وتبيعها، مع أن كل ما تمتلكه من مال إنما جاء من كتابات الكاثوليكيين، لا من تلك الكتب البروتستانتية.
أجاب: أصبت يا بنية، ولا أنكر أن ثروتي جاءت من نشر الكتب الكاثوليكية، غير أنها مصدر متاجرة، ولكن لا يحق لي أن أعرض عن اعتقادي الحديث، ولئن وجب علي أن أقضي في سبيل الانتصار له، أو أفقد ثروتي ومكتبتي فإني مستعد. فلم تحر مادلين جوابا؛ لأنها هي نفسها كانت متعصبة للمذهب البروتستانتي.
ثم إن يعقوب لوم اشتغل قليلا في مكتبته، ثم صعد مع ابنته إلى الطبقة العليا من البيت وفيها غرفهما، وبعد هنيهة أطفئ نور المصابيح، وساد السكون التام على المنزل. •••
أما جان بلترو فمضى يسير راكبا غير مسرع، وفيما هو خارج من مدينة أورليان ليسلك طريق باريس أبصر فارسين قد وصلا إلى باب المدينة وطلبا الدخول، فقال لهما الحارس: إن الدخول ممنوع إلا بجواز.
فاستاء أحد الفارسين، وقال: لقد تأخرنا.
Halaman tidak diketahui