Syahid-Syahid Fanatisme
شهداء التعصب: رواية تاريخية وقعت أكثر حوادثها في فرنسا على عهد فرنسوا الثاني ملك فرنسا المتوفى سنة ١٥٦٠م
Genre-genre
أجل، فقد كان الدوق دي جيز يحاصر مدينة أورليان، وقد استولى على سوق من أسواقها، ولبث فيه يهدد البروتستانتيين.
وأرسلت إليه الملكة الوالدة كتبا متوالية توسلت فيها إليه ألا يفتح المدينة بالهجوم. إلا أن الدوق كان يتوق إلى نهو أمر تلك المدينة التي كانت تعد عاصمة للبروتستانت، فأجاب الملكة بقوله: إن مجلس الملك، عندما نشبت معركة درو بيني وبين أمير كوندة، قد فوض إلى قواد الجيش العمل بما يرونه ملائما لمصلحة البلاد، فأنا أعمل بتفويض مجلس الملك.
وقصد الدوق دي جيز «بمجلس الملك» جواب الملكة يوم استشارها في مقاتلة أمير كوندة، كما يذكر القراء.
ولم تستطع مدينة أورليان ثباتا طويلا؛ لعدم وجود مهمات الدفاع الكافية. فأنبأ الدوق ضباطه بأنه سيهجم عليها يوم 8ا فبراير (شباط) ثم قال لهم: «إن الملكة الوالدة تروم منا اللحاق بالمسيو دي شاتيليون إلى نورماندي، ولسوف نذهب بعد أن نستولي على أورليان.»
وفيما كان الدوق يستعد للهجوم وافاه أحد رجاله بالسيد بلترو دي ميرة، وقال له: إنه عرفه في عهد هنري الثاني، وهو الآن يرجو أن يسمح له باعتناق المذهب الكاثوليكي.
فرضي الدوق دي جيز أن يجعل بلترو بين حراسه اعتمادا على توسط أحد رجاله وكثرة إطرائه إياه، وكان تغيير المذاهب في ذلك العهد أمرا مألوفا. فلزم بلترو الدوق، وكان يرقبه ويرصد حركاته وسكناته، فلم ينقض زمن قصير حتى عرف عاداته. ولقد أراد قتله قبل أن تسقط أورليان في أيدي الكاثوليك.
وكان كل شيء مهيئا للهجوم. ففي مساء يوم 17 فبراير (شباط) تفقد الدوق طلائعه، وأوصى ضباطه بالتأهب للغد.
فعزم بلترو على قتل الدوق في تلك الليلة. فمر إلى الناحية الأخرى من النهر حيثما كان يسكن الدوق وزوجته، وبينما كان يبحث عن مكان صالح للاختباء صادف شريفا من حاشية الدوق، هو المسيو دي سرني، وقد أتى ليخبر الدوقة أن زوجها لاحق بها، ولكنه يتأخر عن موعده المعتاد. فقال له بلترو: إلا ما أنبأتني يا سيدي عما إذا كان الدوق يمر الليلة بالنهر؟
فأجابه دي سرني بسذاجة قال: بعد ساعة أو ساعتين. فلما غاب دي سرني ساق بلترو جواده إلى صف من شجر الجوز كان يمر الدوق بها عندما يقصد مسكنه. أما جواد بلترو فقد اشتراه بالدنانير التي أعطاه أيها الأميرال. ثم إنه صبر مستظلا بالأشجار، قابضا على غدارتيه وهما اللتان أخذهما من الأميرال، حتى أمسى المساء، وامتد ستر الظلام، وساد السكون على البرية، وكان المحاصرون والمحصورون ساهرين لا يأتون بحركة لئلا تنم على مقاصدهم.
هذا وبلترو يضطرم لجاجة ويرصد أقل حركة، وإذا به يسمع وقع حوافر جواد، وأقبل الدوق منحنيا على رقبة جواده مفكرا في الخطة التي يتخذها غدا للهجوم على أعدائه.
Halaman tidak diketahui