229

Memori Syuhada Ilmu dan Perantauan

ذكرى شهداء العلم والغربة

Genre-genre

محمود رمزي نظيم (5) كلمة للأديب حسن أفندي أحمد الصعيدي طالب هندسة ببرلين

إنا لا نقدر - وايم الحق - أن نصف ما أصاب قلوب المصريين أجمع النازلين في أوروبا الوسطى ولا مقدار حزنهم لما أصاب إخوانهم الطلبة النازحين من القطر المصري لبرلين لتلقي العلوم في أشهر جامعاتها، ولا مقدار العواطف الشريفة التي أظهروها في وقت الشدة والضيق، فإن كل ذلك نتركه للتاريخ يسجله في صفحاته الخالدة لرجال المستقبل العاملين.

وردت رسالة برقية من فينا تاريخها 26 مارس تنعي شقيقا لأحد إخواننا الطلبة توفي في حادثة غير عادية في السكك الحديدية وهو في طريقه إلى فينا. فكان لهذا النعى وقع شديد مؤلم في نفوس الطلبة جميعا وظهرت على وجوههم أمارات الحزن والأسى لهذا المصاب العظيم، فشاطروا صديقهم أحزانه وخففوا آلامه التي لا اندمال لها ولا برء بعدها، وليت القدر أمهلنا حتى نستفيق من أحزاننا وتندمل جراحنا، ولكن أسرع في نعي اثني عشر طالبا من الطلبة المصريين وهم في طريقهم إلى فينا، فلم نتمالك أنفسنا من البكاء لهول المصاب وفداحة الرزء، ولكن شددنا العزائم وظهرنا بمظهر الرجال، فأسرع كل من رئيس الجمعية المصرية ببرلين الدكتور العناني ووكيلها الدكتور الشربيني وسكرتيرها حسن أفندي إسماعيل بالسفر من برلين مساء إلى ويانه للقيام بما تقتضيه المروءة والشهامة المصرية في أمثال هذه الحوادث، فودعناهم بعيون تذرف الدمع على شباب مصر الناهض وقلوب مفعمة أسى وحسرات على هذه الأرواح الطاهرة والنفوس الزكية التي راحت ضحية العلم، في سبيل مستقبل مصر أرواحهم وفي جنة الخلد مثواهم، رحمهم الله جميعا وأمطر أجداثهم شآبيب الرحمة والرضوان.

والآن نتقدم بالعزاء لمصر الأسيفة لضياع اثني عشر رجلا يعملون لمستقبلها قضوا ولم يتمموا أعمالهم، وكذا العزاء الجميل لشباب مصر الناهض وأهل الشهداء وذويهم.

أموت بعيدا عن دياري وعن أهلي

فمن يا ترى يبكي حوالي من أجلي؟

أموت بعيدا في ربوع شبيبتي

ولا صاحب عندي يمرض أو يسلي؟

سيقتادني حتفي إلى الموت صاغرا

ويقطع عن دنياي سيف الردى حبلي

Halaman tidak diketahui