وبقي عندهم ما شاء الله. وجاءه يوما علقمة بن عبدة التيمي وهو قاعد في الخيمة وخلفه أم جندب. فتذاركا الشعر فقال امرؤ القيس: أنا أشعر منك. وقال علقمة: بل أنا أشعر منك. فقال: قل وأقول. وتحاكما إلى أم جندب. فقال امرؤ القيس قصيدته التي مطلعها (الطويل) :
خليلي مرا بي على أم جندب ... نقض لبانات الفؤاد المعذب
وفيها يقول واصفا الفراق ثم ناقته وفرسه:
تبصر خليلي هل ترى من ظعائن ... سوالك نقبا بين حزمي شعبعب
علون بأنطاكية فوق عقمة ... كجرمة نخل أو كجنة يثرب
فلله عينا من رأى من تفرق ... أشت وأنأى من فراق المحصب
فريقان منهم جازع بطن نخلة ... وآخر منهم قاطع نجد كبكب
فعيناك غربا جدول في مفاضة ... كمر الخليج في صفيح مصوب
وإنك لم يفخر عليك كفاخر ... ضعيف ولم يغلبك مثل مغلب
وإنك لم تقطع لبانة طالب بمثل غدو أو رواح مؤوب
بإدماء حرجوج كان قتودها على أبلق الكشحين ليس بمغرب
Halaman 23