Shirk in the Past and Present

Abu Bakr Muhammad Zakariya d. Unknown
83

Shirk in the Past and Present

الشرك في القديم والحديث

Penerbit

مكتبة الرشد للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م

Lokasi Penerbit

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genre-genre

وجل به، فهذا التفريق كان موطن الإجماع بين السلف. فهذه الأنواع من التوحيد كانت معروفة لدى السلف، حتى إن العرب كانوا يعرفونها بسليقتهم، فلم يحتاجوا أن يبينوا هذه الأقسام على حده، بل كان من عرف التوحيد عرف بأقسامه وأبعاده ومقتضياته ومكملاته، فلهذا كانوا يخالفون الرسول ﵊ ويحاربونه أشد المحاربة. ولو كان التوحيد هو مجرد معرفة أن الله ربنا وخالقنا، لم يكن بين الأمم ورسلهم اختلاف فإنهم كانوا مقرين بهذا النوع. ولكن الخلاف كان بينهم بين الرسل في الجزء الآخر الذي هو من مستلزمات هذا التوحيد وهو عبادته وحده لا شريك له، فلهذا كانت العرب تقول مستنكرين: (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) أي أجعل المعبودات معبودًا واحدًا؟ فالنضال الذي وقع بينهم وبين الرسل وأتباعهم إنما كان لأجل التوحيد العبادة لله وحده؛ وكان العرب يعرفون ذلك بلسانهم لفصاحتهم وملكتهم وسليقتهم في اللغة، فلهذا كانوا يأبون أن ينطقوا كلمة (لا إله إلا الله) فإنهم يعرفون: أن معناها إخلاص العبادة للخالق الذي نعترف به جميعًا، فترى السلف - من الصحابة - لم يوضحوا تقسيم هذا التوحيد، لا لأنهم لا يعرفونه، بل لأن هذا الشيء مسلم لدى الجميع، حتى دخل العجم في الإسلام، وأفسدوا ما لدى العرب من ملكتهم، فلم يعرفوا لغتهم ولا مقتضاها اللفظي والبلاغي. فلما رأى بعض السلف تدهور المفاهيم الشرعية للألفاظ والنصوص الشرعية أرادوا أن يحافظوا على هذه المفاهيم حسب ما كان يعرفه العرب في

1 / 85