الأسفرائيني:
"ثم إن عليًّا ﵁ خاف من إحراق الباقين منهم شماتة أهل الشام، وخاف اختلاف أصحابه عليه، فنفى ابن سبأ إلى سباط المدائن، فلما قتل علي ﵁ زعم ابن سبأ أن المقتول لم يكن عليًّا" (١) ".
وكذلك قال الشهرستاني:
"إنما أظهر عبد الله بن سبأ بعد انتقال علي ﵁ واجتمعت عليه جماعته" (٢) ".
فحاربه الحسن ﵁ وحارب أفكاره وعقائده دأب أبيه كما ذكر ابن أبي الحديد الشيعي:
"ثم ظهر عبد الله بن سبأ وكان يهوديًّا يتستر بالإسلام بعد وفاة أمير المؤمنين ﵇ فأظهرها، واتبعه قوم فسموا السبئية، وقالوا: إن عليًّا ﵇ لم يمت، وإنه في السماء، والرعد صوته والبرق ضوئه؛ وإذا سمعوا صوت الرعد، قالوا: السلام عليك يا أمير المؤمنين! وقالوا في رسول الله ﷺ أغلظ قول، وافتروا عليه أعظم فرية، فقالوا كتم تسعة أعشار الوحي، فنقض عليهم قولهم الحسن بن علي بن محمد بن الحنفية ﵁ في رسالته، التي يذكر فيها الإرجاء، رواها عنه سليمان بن أبي شيخ، عن الهيثم بن معاوية، عن عبد العزيز بن أبان، عن عبد الواحد بن أيمن المكي، قال: شهدت الحسن بن علي بن محمد بن الحنفية يملي هذه الرسالة، فذكرها وقال فيها: ومن قول هذه السبئية: هدينا لوحي ضل عنه الناس، وعلم خفي عنهم؛ وزعموا أن رسول الله ﷺ كتم تسعة أعشار الوحي؛ ولو كتم
(١) - الفرق بين الفرق ص٢٣٣
(٢) - الفصل ج٢ ص١١ الهوامش