Ilahiyyat dari Kitab al-Sifa

Ibn Sina d. 428 AH
178

Ilahiyyat dari Kitab al-Sifa

الالاهيات من كتاب الشفاء

Genre-genre

فصل في إبانة تناهي العلل الغائية والصورية وإثبات المبدأ الأول مطلقا"، وفصل القول في العلة الأولى مطلقا"، وفي العلة الأولى مقيدا"، وبيان أن ما هو علة أولى مطلقة علة لسائر العلل. وأما تناهي العلل الغائية فيظهر لك من الموضوع الذي حاولنا فيه إثباتها وحللنا الشكوك في أمرها؛ فإن العلة الغائية إذا ثبت وجودها ثبت تناهيها؛ وذلك لأن العلة التمامية هي التي تكون سائر الأشياء لأجلها، ولا تكون هي من أجل شيء آخر؛ فإن كان وراء العلة التمامية علة تمامية كانت الأولى لأجل الثانية، فلم تكن الأولى علة تمامية، وقد فرضت علة تمامية فإذا كان كذلك فمن جوز أن تكون العلل التمامية تستمر واحدة بعد أخرى، فقد رفع العلل التمامية في أنفسها، وأبطل طبيعة الخير التي هي العلة التمامية، إذا الخير هو الذي يطلب لذاته، وسائر الأشياء تطلب لأجله؛ فإذا كان الشيء يطلب لشيء آخر كان نافعا" لا خيرا" حقيقيا، فقد اتضح أن في ايجاب لا تناهي العلل التمامية رفع العلل التمامية؛ فإن من جوز أن وراء كل تمام تماما" فقد أبطل فعل العقل؛ فإنه من البين بنفسه أن العاقل إنما يفعل ما يفعل بالعقل؛ لأنه يؤم مقصودا" وغاية؛ حتى إنه إذا كان فاعل ما منا يفعل فعلا وليس له غاية عقلية، قيل إنه يعبث ويجازف ويفعل لا بما هو ذو عقل، ولكن بما هو حيوان، وإذا كان هذا هكذا فيجب أن تكون الأمور التي يفعلها العاقل بما هو عاقل محدودة، تفيد غايات مقصودة لأنفسها، وإذا كان الفعل العقلي لا يكون إلا محدود الغاية، وليس ذلك للفعل العقلي من جهة ما هو فعل عقلي، بل من جهة ما هو فعل يؤم به الفاعل الغاية، فهو إذن كذلك من جهة ما هو ذو غاية، فإذن كونه ذا غاية يمنع أن يكون لكل غاية غاية؛ فظاهر أنه لا يصح قول القائل: إن كل غاية وراءها غاية، وأما الأفعال الطبيعية والحيوانية، فقد علم أيضا" في مواضع أخرى إنها لغايات. وأما العلة الصورية للشيء فيفهم عن قريب تناهيها بما قيل في المنطق، وبما علم من تناهي الأجزاء الموجودة للشيء بالفعل على ترتيب طبيعي، وأن الصورة التامة للشيء واحدة، وأن الكثير يقع منها على نحو العموم والخصوص، وأن العموم والخصوص يقتضي الترتيب الطبيعي، وماله ترتيب طبيعي فقد علم تناهيه، وفي تأمل هذا القدر كفاية وغنية عن التطويل . و نبتديء فنقول: إذا قلنا مبدأ أول فاعلي، بل مبدأ أول مطلق فيجب أن يكون واحدا. وأما إذا قلنا علة أولى عنصرية، وعلة أولى صورية، وغير ذلك، لم يجب أن تكون واحدة وجوب ذلك في واجب

Halaman 177