Ilahiyyat dari Kitab al-Sifa

Ibn Sina d. 428 AH
175

Ilahiyyat dari Kitab al-Sifa

الالاهيات من كتاب الشفاء

Genre-genre

أو عائق مانع. مثال الأول فقدان ضوء الشمس في الحبوب والبذور؛ ومثال الثاني الأمراض المذبلة. فالجواب عن ذلك أن كلام المعلم الأول ليس في الذي يكون لا محالة يتحرك بالفعل، بل في الذي لو لم يكن عائق لطبيعته، وكانت الأسباب الطبيعية المعاضدة بالطبع لطبيعته موجودة، كان متحركا إلى الكمال وكان في طريق السلوك. فقد ظهر إذن أن سائر الأقسام غير مقصودة في هذا البحث إلا القسم المذكور، بل هذا الحكم غير صحيح في سائر الأقسام؛ فانه يجوز في غير كون الجوهر إذا فرضنا موضوعا" مبتدأ أن لا يزال يكتسب استعدادا" بعد استعداد لأمور عرضية من غير أن يتناهى؛ كالخشب فإنك كلما شكلته بشكل استعد بذلك لأمر، وإذا خرج استعداده إلى الفعل، استعد لأمر آخر وكذلك النفس في إدراك المعقولات، ويشبه أن تكون الاستحالات الطبيعية لا يمنع فيها هذا المعنى. وأما الشبهة المذكورة في كون الاشياء من العناصر، وأنه ليس على أحد القسمين، فحلها يظهر أيضا" مما قد قيل؛ وهو أن العنصر مفردا ليس مستعدا" لقبول الصور الحيوانية والنباتية، بل يحصل له ذلك الاستعداد بالكيفية التي يحدث فيه بالمزاج؛ والمزاج يحدث فيه لا محالة استحالة ما في أمر طبيعي له، وإن لم يكن مقوما"؛ فتكون نسبته إلى صورة المزاج من القسم الذي يكون بالاستحالة، وإذا حصل فيه المزاج كان قبول صورة الحيوانية له استكمالا لذلك المزاج، ويتحرك الظبع به إليه، فتكون نسبته إلى صورة الحيوانية نسبة الصبي إلى الرجل؛ فلذلك ليست تفسد الصورة الحيوانية إلى أن تصير مجرد مزاج، كما لا يكون الصبي من الرجل، ويفسد المزاج إلى موجب الصورة البسيطة، كما يستحيل الماء إلى الهواء، وليس الحيوان عنصرا" لجوهر العناصر، بل يستحيل إليها من حيث هي بسيطة. فيكون إذن الامتزاج والبساطة يتعاقبان على الموضوع. والبساطة ليست تقوم جوهر العناصر ولكن تكمل طبيعة كل واحد منها، من حيث هو بسيط، فتكون النار نارا" صرفة في الكيفية التي فيها، اللازمة لصورتها وكذلك الماء. وكذلك كل واحد من العناصر؛ فإذن كون الحيوان يتعلق بكونين، ولكل واحد منهما حكم يخصه من وجوب التناهي، فهو داخل أيضا" في القسمين المذكورين. وأما الشبهة التي تعرض من جهة إنه إننا أخذ من العناصر ما جرت به العادة بأن يقال: إن الشيء منه دون ما لم تجري به العادة، فالجواب عن تلك الشبهة هو إنه ليس تتغير أحكام الأشياء من جهة الأسماء، ولكن يجب أن يقصد المعنى؛ فلنقصد ولنعرف الحال فيه فنقول:

Halaman 174