Sajak dan Pemikiran: Kajian dalam Sastera dan Falsafah
شعر وفكر: دراسات في الأدب والفلسفة
Genre-genre
تنقسم هذه المحاضرة إلى قسمين كبيرين، يحاول القسم الأول منها أن يبين أهم الأسس التي تقوم عليها فلسفة الظاهرات (الفينومينولوجيا) لإدموند هسرل. ولا تعتمد هذه المحاولة على كتاباته المنشورة فحسب، بل تعتمد كذلك على المخطوطات التي تركها وراءه. أما القسم الثاني فينطلق من تلك الأسس، ثم يتجاوزها، ويضع تخطيطا لتحليل ظاهرياتي للأسلوب الأسطوري لوجود الإنسان. (2)
إن مشكلة البداية من أصعب مشكلات الفلسفة. والبحث عن البداية يعد نوعا من البحث عما هو أول، عما يأتي في المقام الأول. ومع ذلك فإن هذا الأول لا يوجد بذاته منفردا، إذ لا يوجد الأول إلا لوجود الثاني وما يتبعه أو يتلوه. وإذن فالبداية لا تنفصل عما يصدر عنها. ومعنى هذا - من جهة أخرى - أننا لا نستطيع أن نجد البداية مستقلة عما صدر عنها بالفعل.
إن البداية هي المدخل إلى ما نوجد فيه سلفا. ولهذا فإن حل مشكلة البداية يكمن في العثور على تبرير أخير لما نوجد فيه بالفعل، للفهم المسبق - العصي على التعبير - لكل ما هو موجود. أي إنه تبرير لا يمكن إلغاؤه أو الذهاب إلى ما وراءه، وافتراض أخير يتبين كافتراض أخير. هذه هي بداية الفلسفة، وهذا الافتراض الأخير هو الذي كشف عنه إدموند هسرل.
والأمر يتعلق في الواقع بشيء لا يسأل عنه، شيء ألفه الناس واعتادوا قبوله، بحيث لم يفكر أحد قبل هسرل في أن يضعه موضع السؤال، ألا وهو أننا نعيش في العالم، وأن كل واحد منا هو أنا - موجودة - في العالم، وأن العالم - تبعا لذلك - هو الافتراض الأخير، ولكن العالم هنا لا يعني العالم ببساطة، ما دمنا موجودين بالفعل في العالم، فالمبرر الأخير هو تجربتنا بالعالم، تجربتنا الأصيلة بالعالم.
إن الوجود «في» العالم قد أصبح هو الأساس الذي تقوم عليه فلسفة الظاهريات الحديثة بأكملها، وهو بوجه خاص أساس فلسفة مارتن هيدجر، أشهر تلاميذ هسرل.
إذا كنا قد عرفنا أن العالم هو أرضنا أو تربتنا الأخيرة، ومن ثم فهو كذلك التربة التي تنمو فيها الحقيقة، فيبقى علينا أن نحدد حقيقته، ونعبر عنها تعبيرا مفصلا.
نحن نعيش في العالم، ونجربه، نحن حياة تجرب العالم. ما الذي يترتب على القول بأننا قادرون على وضع مشكلة التعبير عن تجربتنا بالعالم وحقيقتها بهذه الصورة، وأننا كذلك ملزمون بضرورة وضعها؟ إن الفلسفة يتعين عليها تقديم العبارة الأولى عن العالم، ولكننا في الوقت نفسه نعرف على الفور أن هذه العبارة الأولى ذاتها هي في الواقع شيء ثان بالنسبة للتجربة العينية بالعالم، وبالنسبة للحياة العينية.
وتتطلب الظاهريات أن تكون كل العبارات التي تقال عن العالم، وكل المفاهيم، مستمدة من التجربة، أي تجربتنا بالعالم.
هنا يكمن المعنى الحقيقي لمطالبتها بالتخلي عن أي افتراض مسبق. والواقع أننا حين نتكلم عن التخلي عن أي افتراض إنما نقصد في الحقيقة افتراضا يسبق كل شيء آخر، أي يكون هو البداية والتبرير. هنا يفترض أننا لا نبلغ المعرفة إلا ابتداء من هذه التجربة، وهذه الرؤية نفسها. في هذا الافتراض يكمن ما تطالب به الظاهريات من التخلي عن كل افتراض. ومعنى هذا أنها تتضمن افتراضاتها الخاصة وتوضحها. (3)
لنسأل الآن: أين تقع نواة العطاء المسبق للعالم؟ كيف نتوصل إلى جعل العالم موضوعا للبحث والوعي؟ إنه التوتر القائم بين العطاء والدلالة، بين المعطي والمعنى المصاحب له.
Halaman tidak diketahui