Sheikh Saad Al-Breik's Lessons

Saad Al-Buraik d. Unknown
86

Sheikh Saad Al-Breik's Lessons

دروس الشيخ سعد البريك

Genre-genre

نماذج من السلف في صدق الإيمان والثبات عند الفتن نعم يا عباد الله! نحن ندعو ربنا خوفًا منه، وطمعًا في جنته، لا كما يزعم مخرفة الصوفية، يقولون: أنا أعبد الله؛ لأنني أحبه هو، ليس حبًا في جنته أو خوفًا من ناره، بل أنا أحبه!! لا، لن نكون بأي حال من الأحوال أكرم وأطوع لله وأقرب من أنبيائه الذين أثنى عليهم بقوله: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا﴾ [الأنبياء:٩٠] رغبة فيما عندنا من النعيم، ورهبة فيما أعددناه للعصاة من الجحيم والعذاب. جاء أعرابي إلى الرسول ﷺ فقال: (يا رسول الله! أنا لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ؛ لكني أسأل الله الجنة وأعوذ به من النار، فقال ﷺ: يا أعرابي! أنا ومعاذ حولها ندندن) نسأل الله الجنة وتعوذ بهم من النار. فيا أيها الأحبة في الله! من الناس من تغلبه فتنة النوم والفراش والضجيع، فلا يقوم ليسجد لله مع المصلين صلاة الفجر، أين دعوى الإيمان؟ أين الذين يرغبون في الجنان؟ أين الذين يريدون الفردوس؟ أين الذين يريدون لذة النظر إلى وجه الله الكريم؟ أين الذين يريدون شربة لا يظمئون بعدها أبدا؟ أين الذين يريدون أن يكونوا في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله؟ تريدون هذا كله ومع ذلك تأتون بإيمان يعجز أن يقاوم فراشًا ووسادة، غلبت فتنة النوم والوسادة والفراش على هذا القلب، حتى لان لها، وترك أمر الله تحت وسادته وظهره ظهريًا، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم! ثم بعد ذلك يصبح أحدنا ليتوجه إلى عمله أو إلى أي مكان آخر، فيدير مذياع سيارته، فإما أن يسمع كلام الله، وإما أن يسمع الغناء والطرب واللهو ومزمور الشيطان، هذه ثاني فتنة تقابلك، الفتنة الأولى جاءت إليك في الفراش، الفتنة الثانية موجودة في السيارة، أدرت مذياع السيارة، إما أن تسمع غناء، وإما أن تسمع دعاء وقرآنًا وكلامًا يرضي الله جل وعلا، تبدأ الفتنة، الاختبار، الابتلاء، الامتحان، هذا الإيمان الذي ندعيه في القلوب، هل يستطيع أن يغلب موجة الإذاعة إلى إذاعة القرآن الكريم، أم أن الشيطان يغلب بهذه الفتنة صاحب القلب المريض؛ فيعود بهذه الإذاعة يمنة أو يسرةً حتى يبحث عن المزمار والطرب، وعن الملهاة عن ذكر الله جل وعلا؟ في الغالب عند كثير من الناس لا يحلو له النوم إلا على أنغام الموسيقى الهادئة، ولا يحلو له ركوب السيارة إلا على أوتار الأنغام الخالعة، ولا يحلو له النزول إلا على مثلها. الفتنة الثانية سهلة وبسيطة ويسيرة، ومع ذلك يدعي الإيمان ويعجز أن يختار كلام الله على كلام المطرب والمطربة والمغني والمغنية، فأين الإيمان؟ هل ثبت الإيمان أمام هذه الفتنة؟ هل ثبت الإيمان أمام هذا الابتلاء؟ لا والله هذا إيمان ضعيف، هذا إيمان مدخول، هذا إيمان فيه دخن ودخل. ثم بعد ذلك ينزل صاحب هذه السيارة إلى متجره أو سوقه أو عمله، فتقوده نفسه اللوامة إلى أن يخلص في العمل، إلى أن يغض بصره، إلى أن يحسن معاملته، إلى أن يتقي الله فيمن يقابلهم، لكن نفسه الأمارة بالسوء مع هذه الفتنة تغلبه، فلا يغض بصره، فأين الإيمان وهو لم يستطع أن ينتصر على نظرة، الفتنة غلبت دعوى الإيمان: والدعاوى إن لم يقيموا عليها بينات أصحابها أدعياء كلنا ندعي الإيمان، لكن أين الذي يثبته ويبرهنه؟ أين الذي يصمد إيمانه أمام المحنة؟

5 / 5