ليست مذاهب، بل فرقًا مارقة وكافرة وعميلة، وما أسماه بالوهابية، ليس مذهبًا حديثًا، بل هو تجديدية قديمة للتوحيد الخالص والإصلاح الديني نادى بها كثير من المصلحين منذ قرون بعيدة أمثال الإمامين العظيمين الجريئين ابن تيمية وابن القيم أجزل الله ثوابهما ومن جهل الشيخ المذكور بأبسط مبادئ التوحيد أنه لما كان في دمشق في أسبوع الإمام ابن تيمية دعا في خاتمته بعض المدعوين إلى زيارة قبر شيخ الإسلام قائلًا:
"سنزور قبره على الرغم من نهيه عن زيارة القبور" يشير بذلك إلى تجديده لحديث رسول الله ﷺ، بالنهي عن شدّ الرحال إلا للمساجد الثلاثة فهو لم يستطع أن يميز بين زيارة القبور المسنونة وبين شد الرحال الممنوعة!.
ومن جهله أيضًا أنه في كتابه السابق حض المسؤولين في المملكة على وضع ستائر جديدة للضريح النبوي بدلًا من الستائر البالية ... مع العلم بمحاذير ذلك وتحريمه مما كنا فصلنا فيه القول فيما سبق من الأبحاث.
وأهم ما أود أن أشير إليه في هذه الخاتمة لبيان فضل إصلاح المجدد محمد بن عبد الوهاب، أن كثيرًا من المستشرقين المغرضين ودعاة التغريب، يزعمون زورًا وبهتانًا أن نهضة العرب الحديثة بدأت في حملة نابليون بونابرت الفرنسية على مصر وبفضل الإرساليات التبشيرية، وكل ذلك مخالف للحقيقة وتزوير للتاريخ، فإنّ حملة نابليون على أرض الكنانة، كانت عام ١٧٩٨ بينما كانت حركة الشيخ حوالي ١٧٥، ولا أدري ما هي النهضة التي استفادها العرب من الحملة الفرنسية الاستعمارية، وقد حملت معها المطبعة لتمهد لها تثبيت جريمتها والترويج للتبشير والاستعمار....
والحقيقة أن نهضة الأمة العربية –والإسلامية أيضًا- تحققت نتيجة الشعلة التي سطعت من الجزيرة العربية على يد الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب في