Shawqi: Persahabatan Empat Puluh Tahun
شوقي: صداقة أربعين سنة
Genre-genre
على أننا لا نفر من وجه الحق، ونحن نقر بكل ما يرد علينا منه، وكان الأولى بمن يضع نفسه في منازل أهل التحقيق أن يعترف بالخطأ، وقد أورد له النص والشاهد وأن يحتذي مثال السعد التفتازاني حينما ناظر السيد وأقر له وهو أحدث منه سنا، فإنه ما على الجواد ألا يكبو ولا هفوة العالم مسقطة له من رتبة فضله خصوصا إذا عرف خطأه وتذكر قول القائل:
أيذهب يوم واحد أن أسأته
بصالح أيامي وحسن بلائيا
بقي علينا شيء ليس من باب المناظرة في اللغة، ولكنه من باب الحقيقة؛ وهو أن صاحب البيان اتهمنا بالسعي في منع الجزء الأخير منه توهم أن فيه ردا علينا، ففضلا عن كوننا علمنا من مصر في نفس البريد الذي ورد فيه ذلك الجزء أن ليس فيه شيء علينا وأصبحنا في أمن من ذلك الخطر يعلم الله وأولياء الأمور أننا براء من هذه التهمة.
هذا وأما الشخصيات فلا شغل لنا بها، والله المسئول أن يبصرنا ذنوبنا، ورحم الله من أهدى إلينا عيوبنا. ا.ه. (5) المؤلف يرثي اليازجي
وكانت هذه المناقشة سببا لانقطاع ما بيننا من ود قديم موروث، ومات اليازجي - عفا الله عنه - وليست بيني وبينه صلة، وإنما رثيته عند وفاته رعيا لذمام أبيه الشيخ نصيف اليازجي ؛ شاعر سورية في وقته الذي لو اجتمع ما قاله في الأرسلانيين من الشعر لكان ديوانا مستقلا، وتذكرا لما كان بيني وبينه من ود سابق، وانحناء أمام حادث الموت الذي تذهب عنده الأحقاد، وقد قلت في رثائه:
قصار كل فتى مستكمل الخطر
أن ينحني لقضاء الله والقدر
وأن يقابل صرف الدهر كيف جرى
بالخلق في عبرات العين والعبر
Halaman tidak diketahui