لا تعمل دواوين الحكومة السعودية في رمضان، بل تعمل بعد صلاة العشاء وينصرف الناس منها إلى دورهم ليتسحروا، ويستريحوا غير مضطرين إلى التبكير للعمل. وهذا عمل مستحسن أيام الحر والصيام، وعسى أن يعمل الموظف في ساعتين من الليل أكثر مما يعمل في خمس من النهار. وكذلك الأسواق أكثر عملها بالليل؛ تجدها مضاءة مزدحمة بالناس، فيها رواد وعليها بهجة وسرور.
والناس يتزاورون بالليل بعد صلاة التراويح، ولكن ليس لهم من عناية بالسهر والاستماع إلى القرآن في الدور الكبيرة ما لأهل مصر.
ويميز رمضان في هذا البلاد احتشاد المصلين والطائفين في المسجد الحرام، وإفطار الناس في المسجد على ماء زمزم وقليل من التمر قبل الصلاة.
وكذلك يحتفل أهل المدينة بالاجتماع في الحرم النبوي والإفطار فيه، وشهود الصلاة في أحد الحرمين رجاء كل صائم من أهل مكة والمدينة وما حولهما؛ وإنه لأنس للنفس وخشوع للقلب. وما أروع صلاة التراويح في الحرم، إن فيها لمرائي ومعاني تدركها القلوب والأبصار.
وأما الصيام في جدة، على حرها ورطوبتها، فييسره قلة العطش لرطوبة الجو، ويروح عن الناس أن تهب الشمال هناك، وما أكثر ما تهب الشمال!
وأما الصوم في مكة فشاق لشدة الحر وجفاف الهواء، وكم يقاسي الصائمون فيها من العطش، وفي المدينة أيام على الصائمين شديدة.
ولكن في مكة والمدينة من مظاهر الفرح والبهجة في رمضان، وفيهما من الجمال والروعة ما يهون مشقة الصيام.
الخميس 7 رمضان/22 يونيو
الأمل والعمل
قطبا المعايش عليهما تدور، وجناحا الإنسان بهما يطير، وعيناه بهما يسير، ومجدافا الحياة بهما تقدم، وقدماها بهما تتقدم.
Halaman tidak diketahui