وقدرت لكل خاطرة صفحة من دفتر اتخذته، ولكن اختلفت السطور طولا وعددا باختلاف الخطرات فلم تتساو الصفحات.
وكتبت كل يوم صفحة، إلا أياما صرفت فيها عن الكتابة فقيدت الفكرة في رأس الصفحة حتى يتيسر بيانها.
وأياما قليلة فاتتني كتابة الصفحة وتسجيل الفكرة فتداركت ما فات بعد قليل. •••
اجتمع لي عدد أيام السنة الشمسية خاطرات سميتها «الشوارد» وحرصت على المسارعة إلى نشرها، ولكن عدا الزمان ، وكرت الأيام، فإذا عام يمضي قبل الطبع، ولو قيدت سانحاته لائتلف كتاب آخر.
فأخذت للنشر أهبته وسارعت إلى طبع الشوارد في مطبعة العرب من مدينة كراچي تعجيلا لإخراج الكتاب وإيثارا لإشرافي على طبعه تحرزا مما يلحق بالكتب حين تطبع في غيبة أصحابها.
وها أنذا أزف إلى قراء العربية بنات الأفكار، وربائب الليل والنهار، أجلو هذه السانحات، وأعرض هذه الخاطرات؛ آملا أن تجد من العناية كفاء الصدق الذي أملاها والإخلاص الذي ألحمها وأسداها.
وحسبي الله وكفى.
عبد الوهاب عزام
كراچي رابع رمضان سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة وألف من الهجرة
29 أيار 1952م
Halaman tidak diketahui