وقد رجع الزمخشري عن الحذف إلى ترجيح (٦٦) الهمزة على أخواتها بتكميل التصدير. (٦٧)
******
والأصل في "أوَ مخرجىَّ هم" أو مخرجوي هم. فاجتمعت واو ساكنة وياء، فابدلت الواو ياء وأدغمت في الياء، وابدلت الضمة التي كانت قبل الواو كسرة تكميلًا للتخفيف، كما فعل باسم مفعول "رميت" حين قيل فيه: مرمىّ، وأصله: مرمُوي.
ومثل "مخرجيّ" من الجمع المرفوع المضاف إلى ياء المتكلم قول الشاعر: (٦٨)
٨ - أودَى بنى وأودعوني حسرة
عند الرقاد وعَبرةٌ ما تقلع
و"مخرجى" خبر مقدم، و"هم" مبتدأ مؤخر. ولا يجوز العكس؛ لأن "مخرجى" نكرة، فإن إضافته اضافة غير محضة، إذ هو اسم فاعل بمعنى الاستقبال، فلا يتعرف بالأضافة. وإذا (٦٩) ثبت كونه نكرة لم يصح جعله مبتدأ؛ لئلا يخبر بالمعرفة عن النكرة دون مصحح (٧٠).
ولو روي "مخرجي" مخفف الياء على أنه مفرد غير مضاف (٧١) لجاز وجعل مبتدأ، وما بعده فاعل سدّ مسدّ الخبر، كما تقول: أمخرجىِ بنو فلان؛ لأن "مخرجي" صفة معتمدة على استفهام، (٧٢) مسندة إلى ما بعدها لأنه وإن كان ضميرًا فهو منفصل. والمنفصل من الضمائر [٣ و]، يجري مجرى الظاهر.
_________
(٦٦) في ب: ترخيم. تحريف.
(٦٧) ينظر الكشاف ٥/ ١٣٤ والجنى الداني، للمرادي ص ٩٧ و٩٨.
(٦٨) هو أبو ذؤيب الهذلي. ينظر: ديوان الهذليين ١/ ٢ وأوضح المسالك ٢/ ٢٣٨ ومعجم شواهد العربية ١/ ٢٢٧.
(٦٩) د: فإذا.
(٧٠) د: لأن الخبر بالمعرفة عن النكرة دون مصحح لا يجوز.
(٧١) غير مضاف: ورد في ب فقط.
(٧٢) خ: الاستفهام.
1 / 65