Sharkh Bukhnir Mengikut Madzhab Darwin
شرح بخنر على مذهب دارون
Genre-genre
وعنق الإوز إنما كان منحنيا طويلا؛ لمحاولته التقاط غذائه من أسفل الماء.
والزرافة إنما كان عنقها طويلا جدا؛ لاحتياجها لمد عنقها إلى أوراق الأشجار العالية.
وميل الثور إلى النطاح؛ سبب قرونه. وحمل القنقر أجريته في جرابه بقرب بطنه سبب فيه؛ لشدة رجليه وطول ذنبه وقوته.
فمن هذه الأمثلة وغيرها يرى ما في هذا التعليل من الاجتهاد والنقص، وهو وإن صح على بعض الحوادث وفي بعض الظروف، إلا أنه لا شك في كونه لا يصح على ارتباط العالم العضوي بعضه ببعض. ومما يزيد في فضل لامرك أنه كان يعتبر جدا ناموس الوراثة الذي بسطه دارون جيدا، إلا أنه لعدم إدراكه كيفية عمله كما ينبغي لم يستطع تبيينه في كل حالة، بخلاف دارون فإنه بسطه في أخص الأحوال، وأما لامرك فاكتفى بأن قال على وجه الإجمال: إن الوراثة مع الأحوال السابق ذكرها تجعل الأحياء تنشأ وتتحول وفقا للضرورات وللأحوال الخارجية الفاعلة فيها من أدنى الحيوان حتى الإنسان. وهو يظن أن الإنسان نوع من القرود ارتقى حتى صارت كمالات الارتقاء فيه وراثية.
وأفكار لامرك تتشابه جدا مع أفكار أحد فلاسفة الألمان المتأخرين، وهو «شوبنهور» الذي يجعل مبدأ كل شيء في الإرادة، فإنه نظير لامرك، يقول: إن احتياجات الحيوان وإرادته سبب أعضائه، وكل أعراض جسم حي إنما هي مفعول إرادة ذلك الجسم، فقرنا الثور إنما هما لميله وإرادته النطاح، وسيقان الأيل السريعة لإرادته العدو.
وإنه وإن كنا لا نستطيع أن نقبل قول لامرك هذا على علاته، إلا أننا لا نجد بدا من التسليم معه بأمور أخرى، هو باتفاق تام فيها مع دارون، وهنا يظهر فضله على أقرانه.
وأول هذه الأمور إنكاره الأنواع، وعنده أن لا أنواع في الطبيعة، بل أفراد فقط تتحول تحولا غير محسوس، وإذا كان ذلك يخفى علينا في مكانه فلقصر وقتنا وطول زمانه، وهذه القضية مهمة جدا في مذهب دارون.
وثانيها أن لامرك لا يسلم بقول معاصريه من الجيولوجيين الذين يقولون بنكبات الأرض وانقلاباتها العامة، وعنده أن هذه النكبات خاصة. وهو قول يعجب به، لا سيما إذا اعتبرت حالة العلم في زمانه.
5
ولم يكن له عضد في فرنسا إلا جفروي سنتيلير (1772-1844)، وهو من فحول العلماء والطبيعيين ونظرياته قريبة من تعاليم الطبيعيين الألمانيين. وكانت أفكاره في الأنواع نظير أفكار لامرك منذ نحو سنة 1795، إلا أنه لم يتجاسر أن يجاهر بها حتى سنة 1828، وذلك في رسالته «أصل وحدة التركيب العضوي».
Halaman tidak diketahui