كلير :
لا تبكي ليس ثمة شيء، الوداع. (تخرج غير ناظرة وراءها، وتحاول المسز ميلر أن تكتم صوت بكائها بطرف ثوبها.) «يسدل الستار»
الفصل الرابع
(وقت العشاء في غرفة صغيرة بمشرب «الجاسكوني» في يوم سباق الدربي، وترى من نوافذ ممر عريض يفتح عليه الباب زرقة الجو القاتمة.
في هذه الليلة الصيفية، والجدران ذهبية اللون، والسجاجيد والستائر وسقوف المصابيح والكراسي المذهبة حمراء، والأخشاب المنجورة والحواجز بيضاء، والنخيلات في أصص مذهبة، وثم منفذ بغير باب إلى غرفة أخرى صغيرة، وهناك منضدة صغيرة وراء الحاجز المواري، وأخرى في فضاء الغرفة، وإلى كل منهما كرسيان، ويوجد خوان عليه بضعة أطباق «أورديفر» وسلة خوخ وزجاجتا شمبانيا، وصحفة جندوفلي، وإلى الخوان أنبوبة للمخاطبة مع الغرف الأخرى.
يظهر أرنو الخادم وهو نحيف أسمر سريع وعلى وجهه سيما التهكم الهادئ، وهو يفتح الجندوفلي ويصغي إلى عبارات المرح الصادرة عن جماعة يتناولون العشاء، ويلعب أحدهم على بوق أو ناي أنشودة «هل تعرف جون بيل»، وإذ ينقطع اللحن يتمتم لنفسه بالفرنسية «جميل جدا» ويمضي في فتح الجندوفلي.
تمر سيدتان عاريتا الأذرع وعلى رأسيهما قبعتان كبيرتان في الممر، ويسمع حديثهما وهما يمشيان وأحدهما تقول: «كلا، لا أحب ليلة الدربي؛ فإن الشبان لا يكونون على ما يرام» ثم يسمع قول إحداهما: «هذا البوق؛ إنه سلوك سوقي».
يرتفع حاجبا أرنو ويهبط ركنا فمه، وتدخل سيدة عارية الكتفين وفي شعرها أزهار قرمزية من الممر، وتقف لحظة عند النافذة منتظرة رجلا يلحق بها، ويدخلان الغرفة، فيقف أرنو مستعدا للخدمة ولكن الرجل يقول: «دعينا ندخل هنا» فيمضيان إلى الغرفة الأخرى.
يظهر المدير وهو أنيق الشاربين مزرر السترة، نشيط لا يحدث ضجة، ولا يغيب عن عينه شيء، ويلقي نظرة على الخوخ.)
المدير :
Halaman tidak diketahui