Sarh Tawhid al-Saduq
شرح توحيد الصدوق
Genre-genre
ذاته؛ لا أنه يمكننا أن نبلغ حقيقة ذلك النعت الذي نعت به نفسه. والى ذلك أشار بقوله: «والواصفون لا يبلغون نعته» كما نقلنا عن بعض أهل المعرفة [1] حيث يقول:
«ومع إتيان إخباره فإنا نجهل نسبة ذلك الحكم إليه لجهلنا به، بل نؤمن على ما قاله وعلى ما يعلمه هو» فيا أيها المخلص في التوحيد! هل بعد ذلك يسع لأحد أن يقول: أن وصفه عين ذاته أو زائد عليها، ولا [2] هو ولا غيره، أو غير ذلك؟! فنعوذ بالله من زلات عقولنا وهو سات نفوسنا.
[وجه انه تعالى جعل لكل شيء حدا]
حد الأشياء كلها عند خلقه إياها إبانة لها من شبهه وإبانة له من شبهها
أي جعل للأشياء كلها- مفارقاتها ومادياتها عند خلقه إياها- حدودا: إما لأن الخلق وهو الابتداء عن شيء حد، أو لأنه عند خلقه جعل لكل واحد منها حدا لا يتجاوزه؛ فإن العقل مثلا لا يصير نفسا بل للمرتبة العقلية حد ابتدأ من الله وانتهى إلى المرتبة النفسية وهكذا إلى منتهى درجات الوجود وما منا إلا له مقام معلوم [3] وفي الأخبار: «منهم ركع ومنهم ساجدون ومنهم قائمون» وقوله: «إبانة» مفعول له والشبه (بالحركات): المشابهة أي لإبانتها عن شبهه، وإبانته سبحانه عن شبهها إذ لا حد له جل سلطانه. هذا الذي قلنا، هو أحد وجوه التحديد ومنها: تحديد الأشياء بأجناسها وفصولها وبالجملة، بأجزائها وذاتياتها وأعراضها ولوازمها إلى غير ذلك.
[وجه بطلان الحلول وبعده تعالى عن الأشياء وخلوه عنها]
Halaman 193