Sarh Tawhid al-Saduq
شرح توحيد الصدوق
Genre-genre
انتهى. فالأشياء عنده سبحانه قبل الإيجاد ليست من حيث انها أشياء، إذ ليس في تلك المرتبة الا الذات الأحدية الصرفة البسيطة من جميع الوجوه المقدسة عن قاطبة أنحاء التركيب الذي يتصور في المألوه، بل من حيث انها هالكة الذوات، فانية الهويات أزلا وأبدا وجاعلها القيوم قائم مقامها، نائب منابها، ساد مسدها.
فإذا صدرت عن جاعلها القيوم، احتجبت [1] عن الذات وبرزت عن كمون الهويات بمعنى: صارت محجوبة عن رب الأرباب وضرب بينها وبين الذات حجاب وامتازت بعضها عن بعض واكتنفت بالإبرام والنقض؛ فصح ان «الحجاب» هو نفس الصدور والإيجاد لا أن الله سبحانه يمكن أن يكون بينه وبين خلقه حجاب إذ الحجاب أيضا خلقه وأي حجاب يمنع نوره ويقهر سلطانه عز شأنه!
ولعمري! ان ما قلنا غاية ما يمكن أن يقال وفوق ذلك أسرار لا مجال فيها للمقال. وعلى الله التوكل في جميع الأحوال.
[وجه مباينته تعالى عن الخلق]
ومباينته اياهم مفارقته إنيتهم
«الإنية» [2] ، بتقديم النون المشددة على المثناة التحتانية وفي بعض النسخ [الأينية] بتوسط النون بين المثناتين التحتانيتين.
والمعنى على الأول، ان مباينة الله سبحانه من الخلق، إنما هو بكونه مفارقا
Halaman 130